تحليل: هذه أسباب ارتفاع معدل الانتحار بإقليم شفشاون

DR

في 22/12/2019 على الساعة 11:00

أثار ارتفاع معدل الانتحار بإقليم شفشاون استغراب الرأي العام المغربي المتابع للشأن المجتمعي-المحلي، إذ بات عدد كبير من المواطنين يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء استفحال هذه الظاهرة، وتحديدا بالمناطق الجبلية الواقعة بالجهة الشمالية للمملكة.

وحسب ما توصل به Le360 من مصادر خاصة، فإن معدل الانتحار السنوي بإقليم شفشاون يصل إلى 34 حالة، كل سنة، ما يجعل التساؤلات تدور حول الأسباب الاجتماعية والنفسية المؤدية لانتشارها.

وحول هذا الموضوع، قال خبير التحليل النفسي جواد مبروكي، في تصريح لـLe360، إن "دراسة أمريكية، نُشرت في يناير 2011، تصف الحياة في الجبال بأنها مُشجعة على الانتحار بمعدل أعلى مقارنة بالمدينة"، مضيفا أن "نقص الأكسجين في المرتفعات عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو المستعدين للاكتئاب يؤدي إلى نقص الأكسجة (نسبيا)، ما يسبب قلقا للخلايا العصبية، الأمر الذي يقلل من القدرة على مقاومة الاندفاع الانتحاري".

وأردف المتحدث ذاته أنه "من المحتمل أن تكون الزيادة في الانتحار في هذه المنطقة الجبلية راجعة إلى الافتقار للمرافق الترفيهية والثقافية والفنية، حيث يشعر سكان الإقليم بالإهمال والغم".

وتابع جواد مبروكي: "في الوقت نفسه، لابد من الإشارة إلى تأثير الشبكات الاجتماعية وسهولة المعلومة واكتشاف أنماط الحياة المختلفة الأخرى في جميع أنحاء البلاد والعالم، كلها عوامل تؤثر سلبا على سكان هذه المنطقة الجبلية، مما يسبب لهم الإحباط والاكتئاب مع زيادة خطر الانتحار"، مضيفا أن "الوصول إلى مراكز الطب النفسي أمر صعب في المناطق الجبلية، ما قد يضاعف الأمراض النفسية والانتحارات لدى الأشخاص الذين يعانون الهشاشة والاكتئاب".

واستدرك المتحدث، قائلا: "للأسف، يتعاطى عدد كبير من الشباب المغاربة للمخدرات، بأشكالها المختلفة، خصوصا بإقليم شفشاون. والإدمان على الحشيش يمكن أن يُفضي إلى الانتقال للفعل الانتحاري بعد الاستهلاك الكثيف أو النقص المتزايد".

واختتم جواد مبروكي تحليله، مشيرا إلى أنه "من الضروري النظر، أيضا، إلى التأثير السلبي للتوقيت الصيفي في فصل الشتاء وما ينتج عنه من نقصان في ساعات النوم، وكذا إلى ظروف الحياة في المناطق الجبلية"، مشددا على ضرورة توفير مراكز للطب النفسي بإقليم شفشاون.

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 22/12/2019 على الساعة 11:00