وقال مصدر Le360، إن نساء المنطقة تفاجأن بحلول باشا المدينة بالمكان رفقة عدد من أعوانه وجرافة كبيرة، حيث عملوا على هدم الأفرنة الطينية كاملة أمام حسرة النساء، واللواتي اعتبرن ما أقدم عليه الباشا بـ"التصرف المبالغ فيه"، مؤكدات أن إنهاء تواجد "تيفورنا" بالتجزئة المذكورة هو إنهاء أيضا لتقليد سوسي ضارب في عمق التاريخ، معبرات عن سخطهن ورفضهن لهذه الحملة.
ولاق هدم الأفرنة بواسطة "طراكس" موجة غضب وسخرية في نفس الوقت على مستوى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إذ وصف أحدهم الواقعة قائلا: "لقد أخطأ المسؤولون العنوان، كان عليهم التوجه لمطرح النفايات لاقتلاعها من مكانها وإراحة سكان العين الزرقاء والأحياء المجاورة لها من السموم والروائح المنبعثة منها، أما إحضار جرافة وجيش من المسؤولين لهدم تافرنوت فهذا هو قمة العبث وقلة مايدار".
وفي المقابل رحَّب آخرون بالحملة التي شنتها السلطات المحلية ضد الأفرنة التي قالوا عنها أنها تشكل خطرا على حياة الساكنة المجاورة، مؤكدين في تعليقات مختلفة على الفيسبوك أن غض الطرف عن "تفارنوتين" من شأنه أن يزيد من تناسلها بالمنطقة مما يضاعف نسبة الخطر.
وجاء في تدوينة أحد رواد هذه المواقع في تعليق له على الموضوع قائلا:" ليوم ابنيو تفورنة غدا تلقاهم بناو دييور تما دك ساعة تقولو فين كانت السلطة، واش حنا شعب عزيز علينا نعيشو في العشوئية وخرق القوانين؟"، وأضاف آخر "كل ما هو في إطار القانون وكل عمل تجاوز صاحبه القانون فأنا أييد قرار السلطات المحلية".
واعتبرت مجموعة أخرى مسألة هدم الأفرنة قرارا خاطئا بحكم أنها ترمز لثقافة سائدة لدى المجتمع الأمازيغي عامة والسوسي خاصة، والتي دأبت نساء القرية والمدن المجاورة المحافظة عليها منذ زمن بعيد، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على مثل هذا الموروث.