قاصرون وقاصرات يدفعون السم بأيديهم إلى جهازهم التنفسي عبر أكياس بلاستيكية، وعقول مُغيبة وأعين صغيرة غابت عنها البصيرة بعد أن خدرها "السلسيون"، مشهد تابعه المغاربة بحسرة وألم شديدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتلاميذ تركوا مقاعد الدراسة، واختاروا الجلوس قرب أسوار المدرسة لتعاطي المخدرات.
ظاهرة باتت تهدد المؤسسات التعليمية بقوة، حيث أصبح "السلسيون" يشكل بديلا خطيرا لمواد مخدرة تقليدية، من قبيل الحشيش والقرقوبي، وذلك راجع بالأساس إلى سهولة اقتنائه وتوفره بمحلات تجارية تبيع هذا "اللصاق المخدر" علناً دون أية مراقبة، علاوة على أن مفعوله يؤثر على الدماغ بـ"ـسرعة لحظية".
"السلسيون" لِصاقٌ لا يتجاوز ثمنه الأربعة دراهم، يتم استيراده خصيصاً لأغراض ميكانيكة حيث يستعمل لرتق إطارات السيارات، ويأتي على شكل عبوات صغيرة الحجم، بَيْد أن طريقة استعماله أخدت منحى آخر في السنوات القليلة الماضية، ليدخل في خانة "المخدرات" التي يقبل عليها الشبان والقاصرون.
15 دقيقة إلى 30 دقيقة هي المدة التي يستغرقها "السلسيون" ليصل إلى سائر أعضاء الجسم، حيث يستمر تأثيره على هذه الأخيرة من ساعة إلى ساعتين، إذ يؤثر على الدماغ ويفقده لقدرة على التقييم السليم للأمور، والمسافات، والزمن.
ومن الأضرار والمشاكل التي يسببها استنشاق هذا اللصاق الخطير؛ احتمال حدوث فشل في الجهاز التنفسي، وزيادة عدد نبضات القلب غير المنتظمة، إلى جانب حدوث صداع، واضطرابات في الرؤية، بالإضافة لحدوث قيء وغثيان مفاجئين، وانخفاض في ضغط الدم، فيما قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الوفاة المفاجئة.
ولسبر أغوار هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها والحلول الكفيلة بالحد من انتشارها، تواصلنا مع عبد المجيد قاديري، رئيس جمعية الأزهر الاجتماعية والمنسق الفني لقافلة "لا للفنيد لا للقرقوبي" بمدينة الدار البيضاء، الذي شدد على أن الكل مسؤول من أجل محاربة هذه الآفة التي اجتاحت أسوار ومحيط المدارس المغربية، وباتت تهدد أبناء وأطفال الأسر المغربية.
تصوير ومونتاج: سعيد بوشريط


