وعلم Le360 من مصدر قضائي أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالقصر الكبير، "قرر حفظ ملف هذه القضية، بعد التزام التلميذ بالانضباط وعدم تكرير فعلته، وكذا مراعاة لصغر سنه وظروفه الاجتماعية".
وقال والد التلميذ أسامة في تصريح مقتضب لـLe360 إن ابنه عاد اليوم الاثنين إلى مقاعد الدراسة بعدما تمت تسوية الخلاف بينه وبين المدير.
من جانبه، أكد سليمان لخضر، رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بثانوية "السعادة" بالقصر الكبير، أن "الأمور عادت إلى طبيعتها بعد جلسة صلح بين المدير والتلميذ، حيث عاد هذا الأخير لحجرات الدرس، صباح اليوم الاثنين".
وبخلاف ما روجته بعض الصفحات الفيسبوكية وبعض المواقع الإلكترونية، فإن التلميذ أسامة لم يتم اعتقاله، بل توبع في حالة سراح بناء على الشكاية التي تقدم بها ضده مدير الإعدادية التي يتابع بها دراسته.
وانطلقت فصول هذه الواقعة، يوم السبت الماضي، حين قام مدير ثانوية السعادة بمدينة القصر الكبير بتوقيف أسامة (17 سنة)، بعد سماعه أثناء تأدية تحية العلم وسط الساحة وهو يتعمد تحريف كلمات النشيد الوطني، قبل أن يقوم بوضع شكاية ضده ويبلغ السلطات الأمنية، التي استمعت إليه بحضور ولي أمره، قبل أن يتم إخلاء سبيله بعد ذلك وتحديد جلسة صباح اليوم الاثنين من أجل المواجهة أمام ممثل النيابة العامة.
ونفى التلميذ أسامة في تصريحات صحفية الاتهامات التي وجهها إليه مدير المؤسسة، قبل أن تأخذ المحكمة الابتدائية كلمتها في الموضوع وتقرر حفظ ملف التلميذ مع إلغاء متابعته.
وخلفت هاته القضية استنكارا من طرف بعض الهيئات والجمعيات الحقوقية، والتي وجهت اللوم للمدير المشتكي ضد التلميذ، واصفة الإجراء الذي قام به بـ"اللامهني" واللاتربوي".
وبرر مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية إقدام المدير على التبليغ ضد التلميذ بـ"خطورة" ما صدر عن التلميذ من "مس بالمقدسات" من خلال تحريف النشيد الوطني.
وأوضح المصدر ذاته في تصريح لـLe360 أن التلميذ المعني "تعمّد تحريف النشيد الوطني أمام مسمع زملائه، مما اضطر معه المدير إلى اتخاذ قرار تقديم شكاية ضد، وذلك في خطوة تروم إلى أخذ العبرة وردع كل من سولت له نفسه تحريف كلمات النشيد الوطني".