بالفيديو: خيرية البرنوصي.. أيتام يواجهون مصيرا مجهولا

adil gadrouz

في 21/09/2019 على الساعة 10:40

قبل يومين، أطلق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي نداءات لإنقاذ نزلاء الخيرية الإسلامية سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، داعين إلى التبرع بالأغذية والأغطية.. فقرابة 260 نزيلا تركوا ليواجهوا مصيرهم أمام استقالة الجمعية المسيرة للمؤسسة قبل شهور.

حالة «تسييب»

على طريق الرباط تنتصب الخيرية الإسلامية سيدي البرنوصي، التي تأوي أكثر من 260 نزيلا تتراوح أعمارهم بين الـ12 و25 سنة.

قبل يومين أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات لـ«إنقاذ» الخيرية التي غرقت في حالة من «تسيب» بعد استقالة الجمعية الخيرية التي كانت تدبر هذه المنشأة.

مصدر من داخل الخيرية، أكد أن «مغادرة الجمعية راجع إلى فشلها في حل مشكل الاكتظاظ في الخيرية أمام ارتفاع عدد النزلاء الذين تجاوزا عمر الـ18 سنة والذين باتوا يشكلون عبئا على مالية الخيرية المحدودة أصلا»، مضيفا أن «أكثر من 100 نزيل تجاوز سن 18 سنة ولم يتمكنوا من الاندماج في سوق الشغل، هذا المعطى جعل الخيرية لا تتكفل بالأطفال الأقل من 12 سنة»، بحسب المصدر ذاته.

خيرية بلا مرافق

خلال زيارتنا للخيرية، عاينا الوضعية «الكارثية» التي آلت إليها الخيرية، فبعض المرافق الأساسية تم إعدامها كـ«المصبنة»، فيما وضعية مرافق أخرى خصوصا «الصحية» منها باتت في وضع يطرح تساؤلات كثيرة.

بعض القاعات كقاعة الاستراحة والألعاب تحولت إلى غرف للنوم يفترش فيها النزلاء أغطية بالية ورثة، ومزدحمين في انتظار إصلاح وصيانة جناح في الخيرية، الذي يشرف عليه أحد المحسنيين منذ فترة.

ممرات الخيرية أصبحت في وضع مزر جراء انتشار الأوساخ وغياب الصيانة. سكون الخيرية لا يكسره إلا صوت النزلاء وهم يتحركون في الأروقة.

ترتفع أصوات النزلاء بمختلف أعمارهم وسط جدران هشة فقدت بريقها ورطبة لا تحمى قاطنيها، وممرات متداعية مظلمة تعدم الرغبة في العيش. رائحة اليأس تفوح من الأروقة وتمتزج بآلام وأحلام الأطفال واليافعين الذين رمت بهم الأقدار والسبل بهذه الخيرية.

احتجاج الموظفين والمستخدمين

جل مرافق الخيرية باتت في وضعية شلل، فالموظفون والمستخدمون قاطعوا وظائفهم منذ يوم 18 شتنير الجاري، داخلين في اعتصام مفتوح احتجاجا على «الوضعية الخطيرة التي تعيشها الخيرية بسبب سوء التدبير».

المستخدمون علقوا العمل في وظائفهم بعد توقف صرف أجورهم لقرابة شهرين. العربي نواس، موظف بالخيرية وممثل الأطر المستخدمة في الخيرية الإسلامية بسيدي البرنوصي، قال لـLe360 إن «56 موظفا يعانون وضعية مالية صعبة بعد توقف صرف الأجور»، مردفا «كيف لنا أن نشتغل في هذه الظروف فالخيرية بدون مدير ولا مسير منذ يوليوز الماضي، نحن أمام فوضى تسيير»، يقول المتحدث.

وأوضح المتحدث، أن بعض الموظفين والأطر عملوا في الخيرية لأزيد من 20 سنة ورواتبهم لا تتعدى 3000 درهم، كما أنهم لا يتوفرون على تأمين، ولا يحصلون على تعويضاتهم عن العمل في العطل والأعياد، محملا مسؤولية وضع «الاحتقان» الذي تعيشه الخيرية إلى الوزارة والوصية والمسؤولين.

تصوير وتوضيب: عادل كدروز

مفوض قضائي لإنقاذ الخيرية

تزامن تواجدنا بالخيرية يوم الجمعة 20 شتنبر، مع زيارة لجنة محلية من عمالة سيدي البرنوصي، والتي حلت من أجل إيجاد حل للاختلالات التي تشهدها الخيرية الإسلامية.

بعد اجتماع مطول مع ممثل الأطر المستخدمة، خلص المجتمعون إلى قرار تعيين مفوض قضائي بالخيرية المذكورة في انتظار اختيار جمعية جديدة ليعهد إليها تدبير أمور الخيرية.

كما تمكن نشطاء منصات التواصل من تأمين التموين الكافي لنزلاء الخيرية، بعد إطلاق حملة تبرع واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توصلوا بإعانات ومؤن غذائية من طرف محسنين.

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي
في 21/09/2019 على الساعة 10:40