ولم تتميز مسيرات فاتح ماي عن سابقاتها خلال الأعوام الماضية بشيء، فقد انطلقت في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بكافة أنحاء المملكة، ورفعت فيها الشعارات نفسها التي تطالب الحكومة بإنصاف العمال ومراعاة ظروفهم المعيشية، في حين انفردت المساء بصورة لخادمات فليبينيات يرفعن بدورهن شعارات في إحدى مسيرات فاتح ماي.
وروت جريدة المساء، في عدد يوم غد الجمعة، تفاصيل بعض المسيرات التي صدح المشاركون فيها كعادتهم بشعارات تندد بمحاربة العمل النقابي، وادانة الغلاء الذي بات يرهق المواطن، رغم أن عيد الشغل تزامن مع قرار الحكومة الأخير الرفع من الأجور بنسبة 5 في المائة في القطاع الخاص، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف درهم في القطاع العام.
وعرفت شوارع العاصمة الاقتصاديةن حسب الجريدة ذاتها، إنزالا عماليا كبيرا لمختلف القطاعات المهنية المنضوية تحت النقابات الأربعة الناشطة داخل العاصمة، بمسيرات جابت شارع الجيش الملكي وشارع الحسن الثاني.
ولم تختلف باقي المدن عن الدار البيضاء، حسب يومية أخبار اليوم، في عدد يوم غد (الجمعة)، لا من حيث الخطابات، ونسب المتظاهرين بشوارع المملكة.
ونقرأ في جريدة الأحداث المغربية، والتي تطرقت لتفاصيل كلمة كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وغريمه الاستقلالي حميد شباط، والتي عرفت تأخرا من كلا الطرفين مما أدى الى طرح تساؤل، فهل هي مصادفة أم تكتيك لجأ إليه الخصمان لتتبع زلات لسان أحدهما للآخر؟
فمن جهة ساهم تأخير رئيس الحكومة في إرباك احتفالات الاتحاد الوطني للشغل، فإلى حدود الساعة 10و 45 دقيقة كان نقابيو الاتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، ما زالوا ينتظرون حلول بنكيران بشارع أبي شعيب، الدكالي، ومن جهة أخرى ظل أعضاء الاتحاد العام للشغالين في المغرب، وإلى حدود منتصف النهار في انتظار حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين.ونقلت الأحداث المغربية تفاصيل تصريحات الغريمين شباط وبنكيران، فالأول قال إن: "حكومة الخوانجية تستهدف الطبقة الوسطى لتفقيرها ورئيس الحكومة باع المغرب لصندوق النقد الدولي بسبب الاقتراضات، وأن سبب التشرميل هو هاذ الحكومة والوزراء"، في حين صرح بنكيران قائلا: "هاذ الناس باغين يشكونا فراسنا" "، كما استنكر ظروف تجييش بعض النقابات لمناصريها وإحضارهم إلى الساحات عبر الكيران"
عيد بطعم المواجهة
انتهى عيد الشغل لهذه السنة، ولم يعد للشعارات التي كانت تردد منذ الصباح أي وجود لننتظر العام المقبل، بنظرة أمل لحل مشاكل الشغيلة، وانتظار أمل يحقق مطالبها العديدة، رغم أن واقع الحال يشير إلى بداية العزوف عن العمل النقابي بسبب المواجهات بين الزعماء وتمييع المشهد السياسي.