وأوضح البلاغ أنه بعد البحث في سجل التدخلات اليومية والاطلاع على وقائع تدخل فرقة الوقاية المدنية، تأكدت اللجنة أن مصالح الوقاية المدنية التابعة لسيدي علال البحراوي توصلت بإشعار بنشوب الحريق في الشقة السكنية على الساعة 17 و13 دقيقة مساءً، إذ تم تلقي أول اتصال بخصوصه من طرف شخص يشتغل بمقهى مجاور لمكان الحريق والذي أبلغ عنصر من الوقاية المدنية (صديق له) الذي أشعر بدوره مركز تلقي الاتصالات بثكنة سيدي علال البحراوي.
وذكر البلاغ أن وسائل التدخل خرجت من ثكنة الوقاية المدنية على الساعة 17 و14 دقيقة مساءً، أي بعد دقيقة واحدة من توصلها بأول إشعار بالحريق، حيث توجهت فرقة الوقاية المدنية التابعة لثكنة سيدي علال البحراوي، المكونة من ست عناصر، إلى مكان الحريق على متن شاحنة لإخماد الحريق مرقمة تحت عدد 178809 و م وسيارة إسعاف واحدة مرقمة تحت عدد 200230 و م.
وشدد البلاغ على أن فرقة الوقاية المدنية وصلت إلى مكان الحريق على الساعة 17 و17 دقيقة مساءً، وعاينت ألسنة لهب بنوافذ الشقة، المزودة بشبابيك حديدية، وتدفق دخان كثيف ساخن مع وجود جسم طفلة محاصرة في شباك النافدة الملتهبة، كما تم تسجيل عدد كبير من الجمهور في مكان الحريق والذي بمجرد وصول عناصر الوقاية المدنية بدأ بعضهم في عرقلة تدخلهم.
وذكر البلاغ أن فرقة الوقاية المدنية سيطرت على الحريق على الساعة 17 و20 دقيقة مساءً، مباشرة بعد وصولها إلى مكان الحريق، حيث شرعت في عملية الإنقاذ وإخماد ومحاصرة الحريق، حيث تمكنت من حصر الحريق في غرفة واحدة وتفادي انتشاره إلى باقي الشقة وإلى الطابق العلوي، غير أن وجود شبابيك حديدية بنوافذ الشقة المحترقة وباب المدخل الرئيسي للعمارة المقفل إضافة إلى طبيعة المواد المحترقة التي تتوفر على جهد حراري عال (أفرشة من قطن ودولاب من خشب)، زاد من سرعة تطور الحريق وهو ما تسبب في خلق ألسنة لهب سامة وبدرجة حرارة عالية جدا، حاصرت الطفلة المتواجدة بنافدة الغرفة.
وأوضح البلاغ أن فرقة الوقاية المدنية استغرقت دقيقة واحدة للخروج من الثكنة بعد إشعارها، وثلاث دقائق للوصول إلى مكان الحريق وثلاث دقائق أخرى للسيطرة عليه، أي سبعة دقائق كتوقيت إجمالي لهذا التدخل، وهو ما يفند حسب البلاغ دائما الإدعاءات التي تفيد بتأخر عناصر الوقاية المدنية في الاستجابة لطلب الإغاثة من طرف المواطنين، مؤكدة على أن هذه الوقائع قابلة للتأكيد من خلال الاطلاع على بيان الهواتف المستعملة في الإشعار بالحريق وسجل شركات الاتصالات الهاتفية الوطنية وكذا بكل الطرق المتاحة قانونيا.
وعن طريقة تدخل فرقة الوقاية المدنية أثناء نشوب الحريق، والتي طالتها الكثير من الإنتقادات من قبل المواطنين الحاضرين بعين المكان، قدم البلاغ عددا من التوضيحات لتفنيد الأمر، حيث ذكر أن الفرقة لم تسجل أي تأخير في الاستجابة لطلب الإغاثة حيت لم تتجاوز المدة الإجمالية للتدخل، بعد إشعارها بالحريق، سبعة دقائق.
كما نفى البلاغ خلو شاحنة الوقاية المدنية من الماء، مؤكدا على أنها كانت مملوءة بالمياه وهو ما تم توثيقه حسبه ببعض مقاطع الفيديوهات التي سجلت بعض مقاطع التدخل والتي تبين استعمال المياه في عملية الإخماد.
وذكر البلاغ أن الفرقة حين وصولها لمكان الحريق، كان الجزء العلوي من جسم الطفلة محاصرا بألسنة اللهب وبالدخان وهو ما يمكن أن يتسبب في اختناقها قبل وصول ألسنة اللهب إليها، مدينا في الوقت نفسه قيام بعض الأشخاص الذين كانوا متواجدين بمكان الحريق بعرقلة أفراد الوقاية المدنية عن القيام بتدخلهم حيث منعوا سائق الشاحنة من زيادة ضغط المضخة وهو ما تسبب في ضعف ضغط المياه الموجهة من الراميات (lances).
كما أوضح البلاغ على أن شاحنة إخماد الحريق المستعملة في هذا الحريق من من الجيل الجديد للشاحنات وهي في حالة جيدة ولا تعاني من أي خلل أو عطب، وهو ما يفند حسب البلاغ دائما بعض الافتراءات التي تدعي أن الشاحنة المستعملة من النوع المتهالك.
البلاغ الذي جاء لتوضيح حقيقة الحادث المؤسف، فند ما تم التصريح به من قبل بعض المواطنين الحاضرين للحادث الذي قالوا إن الفرقة تأخرت في الإستجابة لنداءاتهم، حيث ذكر أن أوقات التبليغ كانت جلها بعد توقيت خروج فرقة الوقاية المدنية من الثكنة، وأن البعض اتصلوا بالرقم 155 بدل 15 أو 150.