وتخبرنا يومية أخبار اليوم الصادرة غدا الأربعاء، بأن تقرير منظمة ترانسبارنسي الدولية حول انتشار الرشوة في العالم لسنة 2013 أن المغاربة يرون أن هذه الآفة زادت انتشارا في عهد هذه الحكومة التي رفعت شعار مكافحة الفساد، وأن الإجراءات المتخذة لحد الآن في عهدها لم تؤت أكلها البتة.
وتضيف اليومية أن ترانسبارانسي الدولية اختارت عينة من حوالي 1000 شخص في 107 بلد، من بينها المغرب، لتجري استطلاعها ما بين شتنبر 2012 ومارس 2013، وكان على المستجوب الواحد الرد على 7 أسئلة اساسية لقياس تقييمه لوضع الرشوة في بلده.
من نتائج هذا الاستطلاع جاء أن الرشوة استفحلت في السنتين الأخيرتين، بينما لا تتجاوز نسبة الذين كانوا قد أحسوا بأنها زادت في استطلاع الرأي السابق 13 في المائة، ولا يعتقد سوى ثلث المغاربة أن انتشار الرشوة حافظ على المستوى الذي كان عليه قبل سنتين.
تطبيع مع الرشوة
أما يومية الاتحاد الاشتراكي، فتضيف أن هذا الاستطلاع الذي نشرت تفاصيله في برلين، فإن 50 في المائة من المغاربة المستجوبين اعترفوا بتقديم الرشوة خلال السنة الماضية، موضحين أن المجالات التي يشملها الفساد في المغرب تتمثل أساس في القطاع الصحي والخدمات الطبية، حيث يوجد المغرب في خانة الفساد هاته إلى جانب خمس دول من بين 107 بلدان شملها الاستطلاع وينضاف مجال الشرطة إلى لائحة القطاعات التي يستشري فيها الفساد في المغرب، في حين، برأ المستجوبون العديد من القطاعات والمجالات الأخرى من تهمة الفساد، سواء على مستوى الأحزاب السياسية، المؤسسة التشريعية، الجيش، المنظمات غير الحكومية.
قبل الحديث عن الفساد المستشري في بعض المؤسسات العمومية، لا سيما القطاع الصحي وقطاع الأمن، لا بد من التذكير على كون الفساد والرشوة تستدعي طرفين، وهو ما يجعل المواطنين الذين يشتكون من استشراء الفساء هو أول المتهمين.
ولعل الأجوبة التي جاء بها تقرير ترانسبرانسي الدولية خصوصا الشق المتعلق باعتماد 80 في المائة من المغاربة على العلاقات الخاصة داخل المؤسسات العمومية، تعكس واقعا غارقا في الفساد، والأخطر من كل هذا عندما يصل المغاربة إلى حد "التطبيع" مع الرشوة، كفعل جاري به العمل في المؤسسات العمومية، ما يجعل الحديث عن تخليق الحياة العامة أضغاث أحلام.