في البداية كان التخطيط
في ثالث جلسة لملف خلية «إمليل» اعترف عبد الصمد جود، مساء اليوم الخميس، أمام غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أنه «تشبع بأفكار داعش، وحاول الالتحاق بجبهات القتال بعد الخروج من السجن سنة 2014 والذي دخله بقضية تتعلق بالإرهاب».
وأكد جود الذي انتصب أمام القاضي بلحية كثيفة و«فوقية»، أنه تربطه علاقة صداقة بكل من يونس أوزياد ورشيد الأفاطي، مردفا أنهم كانوا يناقشون في اجتماعاتهم إمكانية الالتحاق بجبهات القتال وخصوصا سوريا، إلا أنهم مع استحالة السفر قرروا تنفيذ عمليات إرهابية داخل المغرب تستهدف السياح أو «الصليبيين»، كما وصفهم.
وأضاف المتهم الرئيسي أن العملية الإرهابية ستنطلق بتصوير فيديو البيعة لداعش في بيت أحد المتهمين الذي ليس سوى عبد رحمان خيالي، وذلك أربعة أيام قبل العملية الإرهابية.
وكشف المتحدث للقاضي أنه بعد تصوير الفيديو اتفقوا على السفر إلى إمليل، حيث مكثوا هناك ثلاثة أيام قاموا خلالها بالتجوال في المكان استعدادا لتنفيذ عملية إرهابية.
وتابع جود أنهم صباح يوم الجريمة صعدوا إلى جبل شمهروش وفي طريقهم التقوا السائحتين الإسكندنافيتين، لكن لم يقرروا مهاجمتهما في تلك اللحظة بل دخلوا إلى ضريح شمهروش تمويها منهم على أنهم يقومون فقط بزيارة للمكان، ليتعمدوا عند طريق العودة في زوال يوم الجريمة نصب خيمتهم غير بعيد عن خيمة الضحيتين.
وزاد جود أنهم غطوا في نوم عميق مساء بعد أن أعدوا منبههم على الساعة الثانية عشرا، ليتحينوا فرصة الظلام الدامس الذي يعم المكان ويلتحقوا مستعنين بمصباح هاتف نقال بالمكان الذي نصب فيه الضحيتين خيمتهما.
وببرود واضح، حكى جود تفاصيل مروعة حول واقعة ذبح الضحيتين، مؤكدا أنه لدى وصولهم إلى المكان «أحست إحداهما بحركة ففتحت الخيمة وأخرجت رأسها»، مؤكدا أنه «كان أول من باغث إحدى الضحيتين بضربات على الرأس ليعمد بعدها إلى طعنها وفصل رأسها عن جسدها، فيما تكلف المتهم الآخر في الملف يونس أوزياد بالضحية الثانية»، يضيف جود وهو يسرد الواقعة بهدوء ووسط ذهول القاعة.
التشبع بالفكر الداعشي ومحاولة السفر
عبد الصمد جود العقل المدبر لعملية «إمليل»، أكد أمام القاضي أنه «متعاطف مع داعش»، قبل أن يضيف «نحبهم وندعوا معهم ونطلبوا من الله أن ينصرهم».
جود الذي التحق بما يسمى «دار القرآن» بشارع آسفي بمراكش عن سن الـ17، كشف أنه حاول السفر إلى جبهات القتال في سوريا إلا أنه لم يكن يملك جواز سفر الذي سحبته منه السلطات الأمنية.
وحكى أنه حوكم بالسجن 3 أشهر موقوفة التنفيذ على خلفية ادعاءه أمام السلطات الأمنية أن جواز سفره ضاع منه بعد أن تعرض للحرق وهو يعلم أن جواز سفره تحتفظ به السلطات إثر محاولته سابقا الالتحاق بداعش في سوريا والتي توبع على إثرها في قضية حوكم بها ابتدائيا بثلاث سنوات واستئنافيا بعامين، مردفا «وهنا عدلت عن السفر وقررت التفكير في تنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب تستهدف الصليبيين».
ولدى سؤال القاضي عن ندمه عما اقترفه، برر جود بالقول «قررنا الاعتداء على النصارى واليهود لأنهم يظلمون ويقصفون المسلمين في بلدانهم كل يوم».
المتهم الثاني الذي استمع له القاضي هو يونس أوزياد الذي حضر هو الآخر بلحية كثيفة و«فوقية»، والذي أكد أنه أراد الالتحاق بجبهات القتال التي تديرها داعش. كما اعترف بواقعة ذبح السائحتين الإسكندنافيتين، مؤكدا أنه «بايع أبو بكر البغدادي على الجهاد».
المتهم الثالث الذي وقف أمام المحكمة، هو رشيد الأفاطي الذي اعترف بكل التهم الموجهة إليه، مصرحا «أنتمي إلى السلفية الجهادية وأتعاطف مع داعش والحمد لله»، كاشفا أنه كان يرغب بالالتحاق بجماعة «بوكو حرام» الإرهابية بمالي، لكنه عدل عن الفكرة بعد لقاءه بعبد الصمد جود.
وأكد الأفاطي أن الخلية التي أوقف ضمنها، كانت تستعد لمهاجمة كنائس وبيع اليهود بالإضافة إلى مراكز للدرك، مشيرا إلى أن «مهمته في الواقعة كان توثيقها بالصوت والصورة»، معترفا بـ«وضع عنق إحدى الضحيتين عند الصخرة برجليه لتسهيل ذبحها من قبل جود».
كما استمعت المحكمة إلى المتهم عبد الرحمان خيالي، الذي تخلى عن المجموعة صباح يوم الجريمة ليعود أدراجه إلى مراكش، حكى أنه أحس بالندم «لدى تواجدي مع الخلية بإمليل اقتنعت أن ذلك غير شرعي وعدت أدراجي». وردا على سؤال القاضي الذي يخص سبب عدم تبلغيه عن الخلية لدى اتخاذه قرار الانسحاب، أجاب خيالي «لم أبلغ عنهم لأنني خفت أن يقتلونني».
وستمع القاضي لمتهم آخر يدعى، هشام نزيه الذي سبق وتوبع قبل سنوات قليلة في ملف يتعلق بالإرهاب حوكم خلاله بثلاث سنوات ابتدائيا.
هشام نزيه تشير أصابع الاتهام أنه من الممولين لأعضاء الجماعة. الرجل الذي قدم نفسه على أنه مسير شركة أمام القاضي أكد رغبته السابقة باستهداف أماكن استراتيجية بالمغرب من بينها فنادق بمراكش، غير أنه عاد لينفي مبايعته لتنظيم داعش.