وأوضحت يومية الصباح، في عدد يوم غد (الخميس)، أن المحققين استمعوا في البداية إلى والدة المنتحر التي أكدت أن ابنها عاد إلى المنزل غاضبا بعد أن أوقفه قائد المقاطعة وأعوان السلطة، وأنه رفض تناول العشاء، قبل أن تفاجأ به مشنوقا بحبل في إسطبل المنزل، مضيفة أنه أكد لها حلق شعره من قبل القائد وأعوانه، نافية أن يكون ابنها مختلا عقليا.
أما يومية المساء، فذكرت أنه ساعات قليلة بعد الضجة التي أثارها انتحار شاب تم اعتقاله وحلاقة شعره بالقوة، من طرف نجل الجنرال حجار، صدر قرار إعفاء الجنرال القوي من مهامه وإحالته على التقاعد، وتعيين الجنرال حسن التايك لخلافته في المنصب ذاته، بعد أن برز في وقت سابق في الاستخبارات العسكرية، حيث تمت ترقيته من رتبة كولونيل ماجور إلى رتبة جنرال.
أما يومية الناس، في عدد يوم غد (الخميس)، فقالت إنه في الوقت الذي ربطت مصادر إحالة الجنرال حدو حجار على التقاعد بسبب تجاوزه سن التقاعد وضرورة ضخ دماء جديدة في الجهاز، بالنظر إلى المسؤوليات الجديدة التي أضيفت إليه، بناء على التعليمات الملكية بشأن إسنادمهمة التنسيق الأمني إلى الولاة والعمال وإدماج القوات المساعدة ضمن الحملات الأمنية، ربطت مصادر أخرى للجريدة نفسها بين إقالة الجنرال حدو وبين واقعة انتحار شاب بسيدي بطاش الضي يشغل ابنه طارق منصب قائد.
حزم الداخلية
مهما تعدد التأويلات بشأن إقالة الجنرال حجار، فإن حزم وزارة الداخلية في مواجهة شطط القائد بعد واقعة انتحار الشاب، يؤكد أن سياسة "غض الطرف" انتهت إلى غير رجعة، سيما أن الأمر لم يعد يقتصر على تحقيق لوزارة الداخلية، بل امتد إلى النيابة العامة التي أمرت بفتح تحقيق باشرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
الشطط في استعمال السلطة هو عنوان للتسيب وهو أيضا إهانة للكرامة، وما حدث في سيدي بطاش إن تأكد رسميا، بعد انتهاء التحقيقات من شأنه أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، في الوقت الذي تسعى الدولة إلى بداية مسلسل جديد من احترام القانون للجميع، مهما علت رتبهم أو علاقاتهم... الرسالة واضحة وواقعة سيدي بطاش وصلت.