سيدي العمدة.. هل تعتبر الدار البيضاء حقا "مدينة ذكية" ؟

DR

في 29/04/2019 على الساعة 17:13

هل تعد الدار البيضاء حقا "مدينة ذكية" كما يحب أن يتباهى بذلك عمدة المدينة؟ هل يأخذ رغباته على أنها وقائع؟ وممن يستهزئ عمدة المدينة التي ولدت فيها؟

يوم الاثنين 28 أبريل، الساعة: العاشرة والنصف صباحا، المكان: محطة الدار البيضاء الميناء. يصل القطار المكوكي السريع إلى المحطة دون أن يحدث ضوضاء باستثناء أصوات الخطوات الإيقاعية التي، باحتكاكها بأرضية هذا البناء الضخم للمكتب الوطني للسكك الحديدية، تحدث أصوات شبيهة بتلك التي يحدثها العسكريون. الكل في عجلة من أمره ويحاول أن يصل في الوقت المحدد إلى موعده: إلى العمل، إلى مصالح منح التأشيرات، إلى مقابلة للحصول على وظيفة، إلى موعد طبي...

بباحة محطة القطار، يصطدم المرء بهذا المنظر المعتاد: سائقو سيارات الأجرة يتسابقون وينادون بأعلى صوتهم على الزبائن ويقترحون عليهم مسارات لا تلائمهم. الزبائن من فرط استيائهم أصبحوا على قناعة بأنه لن يتغير أي شيء طالما أن السلطات لن تتدخل لإنفاذ القانون الذي يفرض أن الزبون هو الذي يجب أن يحدد المسار وليس العكس! غير أن لب المشكل لا يكمن هنا على الأقل لهؤلاء الأشخاص الذين يعرفون من يمكنهم أن يقدم لهم هذه الخدمة.

لب المشكل يكمن في الحقيقة في هذه الحواجز اللامتناهية الموضوعة في مسارك. إذ أنه في كل مرة يعترضك حاجز ويحرفك عن مسارك! وهكذا، ما إن تخرج من محطة الدار البيضاء الميناء ستكتشف أن الطريق الوحيد الذي يربط المحطة بـ"الكرة الأرضية" (أو ما تبقى منها!)، هذا دون الحديث عن شوارع الحسن الثاني والراشدي والزرقطوني أو عبد المومن، قطع هو الآخر! وهكذا تضطر إلى المرور عبر الأزقة الضيقة لدرب عمر من أجل الوصول إلى شارع عبد المومن، حيث لا تكف الآليات عن الحفر...

والنتيجة المنطقية هو أن الذهاب من محطة القطار الميناء إلى عبد المومن (أربعة كيلومترات فقط) يستغرق 45 دقيقة! أي ما يقارب نفس الوقت لقطع المسافة بين الرباط والدار البيضاء (100 كيلومتر)!

إنه رقم قياسي في التأخير، خاصة إذا علمنا أن مخطط هذا المسار، الذي طلبنا رأيه، يشير إلى أن 10 دقائق كافية فقط لقطع المسافة الفاصلة بين الدار البيضاء الميناء وشارع عبد المومن!

بصراحة...

تحرير من طرف محمد حمروش
في 29/04/2019 على الساعة 17:13