لقد أصبح الأمر مؤكدا. فالشابة المغربية البالغة من العمر 34 سنة توفيت يوم فاتح مارس بعد تعرضها لتسمم بمواد مشعة. غير أن الصحافة الإيطالية ظلت حذرة حول الجهة التي تكون وراء هذه الجريمة. فلم توجه أية صحفية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الاتهام لسيلفيو برلسكوني بالوقوف وراء مقتل الشابة. الحقيقة الوحيدة المؤكدة، بحسب Il Fatto Quotidiano، هي أن إيمان فاضل كانت تستعد لإصدار كتاب يحكي تجربتها في إحدى فيلات رئيس الحكومة الإيطالية السابق.
وأوضحت الصحيفة قائلة: "كانت تبحث عن ناشر، عن شخص لديه الشجاعة لنشره". أما عنوانه فقد كان معبرا: "لقد قابلت الشيطان".
وعندما سئل من طرف صحفي خلال لقاء مخصص لانتخاب رئيس جهة بازليكاتا، اكتفى سيلفيو برلسكوني بالتعليق على واقعة وفاة عارضة الأزياء بجمل مناسباتية، وقال: "أنا حزين عندما يموت أشخاص شبان، غير أني لم أعرفها أبدا ولم أتحدث إليها أبدا". وأضاف "ما قرأته عن تصريحاتها جعلني دائما أعتقد أن الأمر يتعلق بافتراءات وأشياء سخيفة".
وفي أحدث محاكمة فيما يعرف بقضية المغربية روبي، وهو لقب كريمة المحروق الشاهدة الرئيسية الأخرى في هذه القضية، والتي اتهمت سيلفيو برلسكوني بالتلاعب بشهادات الشهود، رفضت المحكمة خلال شهر يناير الماضي طلب إيمان فاضل تنصيبها كطرف مدني.
وكشفت النائبة السابقة من حزب سيلفيو برلسكوني ورئيس جمعية النساء المغربية بإيطاليا، سعاد سباعي في تصريح لها أمس الأحد 17 مارس لصحفية La Repubblica الواسعة الانتشار عن مسار آخر للتحقيق.
ونقلت الصحيفة عن النائبة السابقة سعاد السباعي قولها: "أنا متيقنة أن إيمان قتلت. كانت ترتاد كثيرا سفارتنا (سفارة المغرب بإيطاليا)، وهناك، في أعلى هرم الديبلوماسية حيث يجب البحث... إنهم أشخاص عديمي الضمير وكثير من الشابات المغربيات الجميلات مثلها كن يأتين إلى إيطاليا وليس من السهل معرفة ماذا كان دورهن...".
هل يتعلق الأمر بتبرئة رئيس الحكومة السابق أم بمحاولة لخلط الأوراق؟ الحقيقة المؤكدة هي أن إيمان فاضل قتلت. وعلى القضاء الآن أن يكشف اللغز في هذه القضية السياسية الجنسية.