وفتحت الظروف التي وُصفت بـالغامضة، وراء وفاة عارضة الأزياء المغربية إيمان فاضل في إيطاليا، الباب على مصراعيه أمام التكهنات حول شخصيتها وأسباب وفاتها، وقالت صحف إيطالية إن العارضة المغربية كانت ضيفة معتادة على ما يعرف باسم حفلات "بونغا بونغا" الجنسية لرئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.
وأشار محامي العارضة المغربية في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام إيطالية، إلى أن موكلته أخبرته قبل وفاتها بأنها تخشى أن تكون قد تعرضت للتسميم، في حين فتح قضاة إيطاليون، تحقيقًا موسعًا في جريمة قتل محتملة بعد وفاة مثيرة للريبة للعارضة المغربية.
وكان اسم إيمان فاضل، التي عاشت حياتها في مدينة ميلانو، قد أثير لأول مرة على نطاق واسع في الصحافة الإيطالية خلال عام 2012، إبان تفجر فضيحة فتاة مغربية تدعى كريمة المحروق الشهيرة بـ“روبي“، اتهمت برلسكوني بإقامة علاقة معها وهي في الـ17 من العمر.
وبحسب الاتهام فإن رئيس الوزراء الإيطالي السابق دفع للمغربية كريمة المحروق، مبالغ مالية لقاء إقامة علاقة جنسية معه، وذلك في عشرات المناسبات بين شهري فبراير وماي من عام 2001، وكانت حينها قاصرًا، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الإيطالي بالسجن 3 سنوات.
وكانت العارضة المغربية إيمان فاضل، الشاهد الرئيس خلال محاكمة برلسكوني في هذه القضية المُثيرة للجدل. وآنذاك، اعتبرت تصريحاتها ضربة قوية لشعبية السياسي الإيطالي بوصفها الدقيق لأجواء الحفلات الجنسية التي كان يقيمها داخل منزله الفخم بحضور "روبي" وعشرات من مثيلاتها. وقالت فاضل إن بيرلسكوني عرض عليها مبلغ 2000 يورو مقابل ليلة واحدة في بيته، الذي يقع في إحدى ضواحي مدينة ميلانو.
وأوضحت إيمان في شهادتها أنها ذهبت إلى فيلا بيرلسكوني لأول مرة بهدف الحصول على فرصة عمل كمذيعة في إحدى قنواته، وكان يومها يقيم إحدى حفلات "بونغا بونغا" في الطابق الأرضي للفيلا، ورفضت المشاركة فيها لكنها اضطرت فيما بعد تحت ضغط الحاجة، للانضمام إلى باقي الفتيات.
وتضمنت شهادة إيمان حينها تفاصيل عن ليال حمراء داخل بيت بيرلسكوني، وقالت إن طبيبته بدورها شاركت في تلك الحفلات. واعترفت إيمان أمام المحكمة أن بيرلسكوني كان يمارس معهن الجنس وكان يعشق ذلك مع فتيات لم يبلغن سن 18 عامًا.
وأدين برلسكوني في البداية، لكن تمت تبرئته بعد أن حكم قاض بأنه لم يكن يعرف أن كريمة المحروق الشهيرة بـ"روبي" قاصر.
وأثارت شهادة إيمان فاضل فيما يتعلق باستغلال لباس الراهبات وبعض الطقوس الكنسية في حفلات بيرلسكوني، العديد من الاستنكارات والتساؤلات في الأوساط المحافظة بإيطاليا.
وقالت العارضة المغربية في محاكمة رئيس الوزراء الإيطالي السابق، إن بعض الفتيات اللواتي يقمن بالتعري كن يلبسن لباس الراهبات في إحدى الحفلات الخاصة لبرلسكوني وأفادت إيمان أنها شاهدت في ليلة ذهابها الأولى شابتين في ملابس الراهبات يقمن بالتعري أمام رئيس الوزراء، مضيفة أن إحداهن كانت نيكول مينيتي، وهي الآن عضو مجلس محلي في حزب برلسكوني "شعب الحرية" في ميلانو.
© Copyright : DR
وعلّق أساقفة إيطاليا على الواقعة حينها بالقول: "إن الأمر يحتاج إلى كوابح خاصة، لأن سلوكيات البعض لا تتعارض مع الآداب العامة فقط بل إنها محزنة وفارغة في جوهرها". وأكدوا أن كل من يختار العمل السياسي: "يجب عليه أن يلتزم بالتوازن والرزانة والانضباط والشرف اللازمين".
وتواصل صراع إيمان مع المحيط المقرب من برلسكوني بعد شهادتها الجريئة أمام القضاء الإيطالي، وهو ما وصفه مراقبون بأنه كان محاولة لـ“الانتقام“ من العارضة المغربية التي فضحت ليالي برلسكوني.
وقرّرت العارضة مقاضاة إميليو فيدي، وهو مساعد سابق لرئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، بعد أن اتهمها في إحدى الافتتاحيات بمحاولة ابتزازه بمبلغ 50 ألف يورو لقاء عدم إفصاحها عما كان يجري في حفلات ”البونغا بونغا“، التي كانت تجري في منزل برلسكوني أثناء توليه رئاسة الحكومة.
وإلى جانب إميليو فيدي، جرّت فاضل مساعدين سابقين لبرلسكوني إلى القضاء هما ”نيكول مينيتي، وليلي مورا“، بتهمة إلحاق ضرر نفسي بها بعد استغلالها والضغط عليها لممارسة الجنس مع برلسكوني، وطالبت بتعويض بقيمة مليوني يورو.
وظل الصراع في أشده بين العارضة وإميليو فيدي داخل ردهات المحكمة لينتهي في العام 2013 بأداء فيدي، مساعد برلسكوني، غرامة مالية قدرها 10 آلاف يورو بتهمة تلطيخ سمعة إيمان فاضل، بعد أن قالت المحكمة إن مزاعم فيدي ”لا أساس لها من الصحة“.