الرادارات التي وزعها بوليف، ستمكن من قياس السرعة قبل وصل العربة وبعد تجاوزها له، على مسافة 1200 متر، عكس الرادارات السابقة التقليدية التي كانت تقيس السرقة القبلية وأثناء النهار فقط، وهو ما سيمكنها من مراقبة مدى احترام مقتضيات السلامة الطرقية، من خلال إمكانية التقاط أدلة فيديو وصور فوتوغرافية لمخالفي قانون السير، بالإضافة إلى إمكانية تسجيل نوع المركبة المخالفة ولوحة ترقيمها، كما أنها ستشغل طيلة 24 ساعة، مما يمكنها من مراقبة السائقين ليل نهار.
الرادارات الجديدة خصصت لها ميزانية تناهز 25 مليون درهم دون احتساب الرسوم، وهي أحدث ابتكار متطور في تسجيل السرعة والحركة، تجمع بين تقنيتي الفيديو والليزر، وكذا نظام تحديد المواقع (gps) في جهاز يدوي واحد سهل الاستعمال ويحسم في تحمل المسؤوليات وتنفيذ القانون، ويتضمن كاميرا فيديو تقدم سلسلة كاملة من الأدلة.
وبهذ المناسبة، أوضح بوليف، أن سنة 2018 سجلت ارتفاعا كبيرا في حوادث السير، وخاصة الثلاثة الأشهر الأخيرة، وشهر دجنبر على وجه الخصوص، بسبب العطب الذي أصاب الرادارات القديمة، حيث شكلت السرعة المفرطة نقطة أساسية في ارتفاع الحوادث، وهو ما دفع الوزارة لإطلاق المشروع الذي يهدف إلى مراقبة السرعة داخل وخارج المدار الحضري، إلى جانب المراقبة التحسيسية.
وقال بوليف إن جميع الدراسات سواء الميدانية أو الدولية، نجحت في تقليص حوادث السير، مشددا على أن المراقبة هي جزء هام ورئيسي وأساسي في عملية السلامة الطرقية، وأن الدول التي قامت بإقتناء العديد من الرادارات أكدت على تقليص في عدد حوادث السير، وهو ما ظهر في سنة 2018، حيث أن تعطل عدد من الرادارات زاد من ارتفاع في حوادث السير، بعدما زاد السائقين من سرعتهم، وأن الجنح خلال السنة الماضية ارتفعت بنسبة 22 في المائة، مؤكدا أن الرادار هو وسيلة للردع الايجابي التي تمكن من الحصول على نتائج إيجابية.
وعن عدد ضحايا السنة الماضية، ذكر بوليف أنها وصلت تقريبا إلى 3485 قتيل، وهو رقم أقل من سنة 2017 بحوالي 0.4 في المائة، مؤكدا على أن شهر دجنبر الماضي كان شهر ارتفعت فيه عدد حوادث السير بشكل كبير وصادم، وأن جزء من الأسباب هو نقص في مراقبة السرعة.
وذكر بوليف أن الحملة لا تتوقف طيلة السنة، حيث أن هناك برنامج سنوي به مجموعة من الأنشطة المرتبطة أساسا بالتعبئة، وأن الوزارة في الوقت الحالي تركز على المجتمع المدني والجمعيات والمدارس والتعليم، إلى جانب شركات مع المنتخبين وخاصة في المناطق التي تعرف ارتفاع في حوادث السير.
كما شهدت محطة الاستراحة في بوزنيقة، إطلاق بوليف لحملة طبية التي ستمتد لأيام، موجهة إلى السائقين، ستمكنهم من الكشف عن قدراتهم البصرية، وقياسها، وتنظم بشكل مجاني، والتي تأتي بشراكة مع عدد من النظاراتيين من مختلف جهات المملكة، فيما سيتم تعميم الحملة، خلال الايام المقبلة، على محاور طرقية أخرى.
كما نظم بوليف واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، زيارة ميدانية لموقع تشييد المركز الوطني للسلامة الطرقية، الذي سيكون الأول من نوعه على المستوى الإفريقي، والذي سيتيح للسائقين إجراء تجارب تفاعلية حقيقية لاختبار قدراتهم على السياقة في مختلف الأوضاع، والظروف.
ويهدف المشروع، الذي تستمر أشغال إنجازه على مساحة 5 هكتارات في مدينة بنسليمان إلى توفير فضاء مغلق يحاكي الفضاء الطرقي بكل مكوناته، كما يمكن من تكوين السائقين المهنيين، والذاتيين في مجال السياقة الوقائية.
ويتألف المشروع من مبنى للتكوين البيداغوجي، وفضاءات تطبيقية مجهزة، ومسارات طرقية مغلقة، ومحمية، مجهزة خصيصا لمحاكاة المخاطر الطرقية، والمنعطفات، ومنحدرات للتمارين، تماثل الوضعيات، التي يواجهها السائقون في الحياة اليومية، فضلا عن ورشات لإصلاح، وصيانة، وتشخيص السيارات.
تصوير وتوضيب: خديجة صبار