وأسر ياسين غلام لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدى سروره وفخره بتحقيقه لهذا الحلم الذي طالما راوده، وببلوغه هذه المحطة من رحلته الطويلة التي مكنته من اكتشاف بعض من أسرار وعجائب إفريقيا.
وقال غلام (23 سنة) بغبطة كبيرة "تسلقت جبل كليمنجارو في غضون يومين وأربع ساعات، حاملا فوق كتفي دراجتي التي لا فراق لي عنها، رفيقة طريقي وموطن أسراري". مضيفا أنه ي حد ث له أحيانا أن ي ك ل مها ليغالب الوحدة والتعب.
وتابع إن الرحلة مكنته من الذهاب لملاقاة الناس والاستمتاع بتجارب إنسانية أكثر إثراء للذات، ما كان له أن يصادفها لولا هذه الرحلة، مشيرا الى أنه خلال رحلته الطويلة هاته فقد الكثير من وزنه لكن عزيمته بقيت صامدة وإصراره متوقدا للسير قدما الى أقصى ما تسمح له به إمكانياته.
واكد غلام، الذي استقبله لدى وصوله الى نيروبي سفير المغرب في كينيا السيد المختار غامبو، أنه ما تزال لديه الثقة بنفسه وقدراته، في ظل قناعته الراسخة بان الحياة لا تعاش إلا مرة واحدة، وان حياته لم تأخذ معناها الحقيقي إلا بعد أن بدأ هذه الرحلة المفيدة والبناءة على حد سواء، مسجلا أنه تعلم جيدا كيف يدير حالات الخوف والتأزم، كما وقع له عند الحدود ما بين كوت ديفوار وغانا حيث تم اقتياده من قبل شخصين مسلحين ببندقيتي كلاشينكوف.
واستدرك بالقول إنه لا يدعي أنه لم يشعر قط بالخوف ولكنه تعلم كيف يتدبر جميع الأوضاع التي تثير مشاعر القلق والرهبة وهو ما منحه "اجنحة للتحليق"، وقدرة على مواصلة المسير.
يقول غلام، الحاصل على شهادة تقني متخصص في كهرباء الصيانة الصناعية، إنه مارس كل المهن الممكنة لضمان ما يسد به أوده ويتابع به الرحلة ويحقق التحدي الكبير الذي قطعه على نفسه بالتجوال عبر العالم في ست سنوات، فما بين إصلاح الأجهزة والإشراف على موقع بناء أو الانخراط في التنافس في حلبة ملاكمة أو غيرها، لم يكن يساوره أدنى تردد من أجل كسب بضع دولارات تمكنه من تمويل مساره الطويل، الذي يحرص على توثيق كل لحظة فيه وكل منطقة عبرها خلاله، مضيفا بلغة إنجليزينة متقنة، تعلمها أثناء الرحلة، أنه يدون في حاسوبه جميع ما يمر به من تجارب.
وردا على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، بخصوص مشاريعه المستقبلية، أشار الى أنه بدءا من يوم غد الخميس سيبدأ مرحلة أخرى ستقوده إلى إثيوبيا والسودان ومصر، حيث يراوده أمل كبير في لقاء المنتخب المغربي لكرة القدم خلال المرحلة النهائية لكأس إفريقيا للأمم (2019)، متابعا بالقول إنه سيتوجه، بعد إفريقيا، الى آسيا قبل أن ينهي رحلته في أمريكا، مع تأكيد أن ما عاشه خلال المراحل السابقة كان مليئا بالتجارب الإنسانية الثرية بالمعاني، على الرغم من أن بعضها أثار لديه مزيجا من القلق والتوتر والخوف أحيانا.
وفي كلمة بالمناسبة، هنأ سفير المغرب في نيروبي الرحالة المغربي بهذا الإنجاز الذي يمثل، برأيه، نموذجا لقوة الإرادة والجرأة حريا بالاحتذاء من قبل من يطمح من الشباب في تأكيد ذواتهم وصقل إمكاناتهم.