الطريق البالغة مسافتها نحو 3 كيلومترات وبعرض 8 أمتار، أصبحت اليوم تقض مضجع مستعمليها سواء الساكنة المحلية أو السياح الذين يتوافدون على قصبة "أكادير أوفلا" لاكتشاف تاريخ عريق بمنطقة تعايشت فيها مختلف الجنسيات والأعراق، ولمشاهدة مدينة انبعثت من جديد بعد الزلزال المدمر لسنة 1960، لكونها تعرف حوادث سير مميتة آخرها وفاة 5 أشخاص دفعة واحدة فضلا عن ضحايا آخرين في الشهور والسنوات الأخيرة.
وفي تصريح لـle360، أكد عدد من الفاعلين الجمعويين بمدينة أكادير، أن غياب اشارات المرور على طول المنحدر المتجه نحو المَعلمة وتهور بعض السائقين وانعدام الحواجز الواقية من الحوادث، تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث تزهق فيها الأرواح وتنتج عنها عاهات مستديمة للناجين منها.
وطالب الفاعلون المدنيون من الجهات المختصة وعلى رأسها المجلس الجماعي لأكادير بالتدخل لوضع علامات مرور وحواجز على طول الطريق المؤدية للقصبة، لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث التي أصبحت في تزايد مستمر أمام صمت الجهات المعنية وعدم تحركها لاتخاذ ما يلزم للحد منها، على حد قولهم.
من جانبه، أوضح، محمد باكيري، النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية لأكادير، في تصريح لموفد le360، أن عدد الحوادث سنة 2018 في المنحدر الحاد المتضمِّن لـ8 منعرجات من بينهم "منعرج الموت"، وصلت لـ9 حوادث، مضيفا أن السرعة محددة في المنحدر في 30 كيلومتر في الساعة، إلا أن عددا من السائقين لا يحترمون ذلك أمام غياب التركيز والسرعة المفرطة وعدم التحكم في السيارة.
وأشار باكيري، إلى أن الجماعة قررت بتشاور مع كافة المتدخلين بمنع مرور الدراجات النارية بصفة نهائية بعد أن أكدت إحصاءات رسمية أن أكثر من نصف الحوادث التي تقع بالمنحدر ناتجة عنها، ومنع السيارات كذلك في الفترة المسائية لكون ثلثي الحوادث تقع ليلا مما سيحد منها تدريجيا، فضلا عن تعزيز ما هو موجود على مستوى التشوير الأفقي العمودي وتركيب حواجز حديدية على جنبات الطريق، علاوة على القيام بحملات تحسيسية توعوية لمستعملي هذه الطريق.
وأضاف المتحدث أن الجماعة تدرس إمكانية تخصيص وسيلة تنقل للجميع من أسفل المعلمة إلى قصبة أكادير أوفلا، للحفاظ على الأرواح وتنظيم محكم للزيارات المرتقبة لهذه المآثر التاريخية من طرف الزوار المغاربة والأجانب.