وجاء هذا التجمع الصامت، بمبادرة من فعاليات جمعوية، من أجل إدانة مقتل الضحيتين، وفي نفس الوقت إبرازا للتعاطف والمواساة لعائلتيهما اللتين تعرضتا لهذه الفاجعة خلال فترة الاحتفالات.
وقد تحدى الرجال والنساء والصغار والكبار، من كافة الأعمار، الأجواء الباردة القاسية في هذه الأمسية الثلجية وحجوا إلى ساحة "رادهوسبلادسن" التاريخية في قلب العاصمة الدنماركية، للتعبير عن تعازيهم والتضامن مع العائلات المفجوعة.
ورغم الشعور بالأسى المرفوق مع ذلك بالثبات والثقة، قام المشاركون، ومن ضمنهم العديد من المواطنين الدنماركيين، بوضع أكاليل من الزهور وأضاؤوا الشموع أسفل نصب تذكاري زين بالأعلام المغربية والدنماركية، كعلامة على ارتباطهم بقيم التسامح وتعيش معا توحيد الشعبين.
كما حمل المشاركون لافتات تحمل صور السائحة الدنماركية لويزا فيستيرجر يسبرسن (24 سنة) وصديقتها النرويجية مارين أولاند (28 عاما)، اللتين عثر عليهما وقد فارقتا الحياة يوم الاثنين الماضي بالقرب من قرية إمليل على طريق توبقال.
وأجمع المشاركون بتأثر، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن تعاطفهم مع الأسر المكلومة، مجددين التأكيد على إدانتهم الشديدة لهذا العمل الإرهابي الذي لا يوصف.
كما أكدوا أن هذا العمل الهمجي ارتكبه جهلاء لا يمتون بصلة للإسلام ومبادئه النبيلة، وهو جريمة ضد الانسانية وضد السلام والأمان والتسامح والتعايش والتفاهم والحوار الذي يربط بين الشعبين المغربي والاسكندينافي.
وبعد أن جددوا التعازي الحارة لأسر الضحيتين، أعربوا عن رفضهم المطلق لجميع الأفكار والتوجهات الهدامة التي تزرع الإرهاب والعنف أيا كان مصدرها، ونبذ جميع الميولات التي تسعى لنشر الكراهية والأحقاد بين الشعوب والناس.
وبعد مرور قرابة ساعة، تخللتها مشاعر التعاطف وصمت بليغ، انفض التجمع مع قناعة راسخة: لا شيء سيقوض الثقة، والإرهاب لن ينتصر!