«الأمر مأساوي بالنسبة للمنطقة ولنشاطها السياحي»، هكذا علق أحد ساكنة دوار «أرمض» الذي يبعد بحوالي 6 كيلومترات عن مسرح الجريمة التي عثر فيها على جثتي سائحتين أجنبيتين مذبوحتين بمنطقة تسمى «شمهاروش»، بدائرة إمليل بإقليم الحوز.
سكان دوار «أرمض» ومركز أمليل مازالوا تحت وقع الصدمة، وأكدوا في تصريحات لـLe360، أن منطقة أمليل وتوبقال معروفة بهدوئها وأمنها ونشاطها السياحي، «فالسياح يزورون المنطقة من جميع بلدان العالم للاستمتاع بمناظر جبال الأطلس وكذا زيارة منتزه جبل توبقال ذي الصيت العالمي»، يقول مواطن من مركز أمليل.
اكتشاف الجريمة «البشعة»
تضاربت الرويات حول مقتل الشابتين السائحتين اللتين كانتا تقضيان ليلتهما الأولى بالمكان داخل خيمة قرب منطقة «شمهاروش».
مصدر محلي رفض الكشف عن هويته، قال أن سياحا من جنسية فرنسية هم من اكتشفوا الجثتين، وقاموا بإبلاغ السلطات المحلية، مستبعدا «فرضية الاعتداء عليهم من قبل أبناء المنطقة..الناس هنا معتادون على زيارة السياح أصلا النشاط الاقتصادي يرتكز على السياحة الجبلية والتسلق».
استنفار أمني
وعاين موقع لـLe360 استنفارا أمنيا بمركز إمليل وكذا مدخل دوار «أرمض» غير البعيد عن المكان الذي تم في العثور على جثتي الضحيتين.
ونصحت السلطات المحلية، السياح المتواجدين بنواحي أمليل بتجنب نصب الخيام في الغابة والمبيت في الفنادق ودور الضيافة مع ضرورة الاستعانة بمرشد سياحي للتجوال في المنطقة، التي تلقى رواجا كبير لدى المتسلقين في جنوب المغرب.
كما يجري حاليا تفحص الكاميرات مثبتة في كافة المقاهي والفنادق والمحالات التجارية، حيث تم إبلاغ أصحابها بتمكين السلطات من التسجيلات قصد الاستعانة بها في التحقيقات.
يذكر أنه إطار الأبحاث والتحريات المنجزة على خلفية العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين بمنطقة «شمهاروش»، بدائرة إمليل بإقليم الحوز، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتعاون وتنسيق مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، اليوم الثلاثاء، من توقيف شخص يشتبه بتورطه في ارتكاب هذه الجريمة.
وأورد بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن عمليات البحث والتحري مكنت من توقيف المشتبه به في مدينة مراكش، ليتم الاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة، بينما تتواصل التحريات لتوقيف أشخاص آخرين تم ضبط هوياتهم، للاشتباه في مساهمتهم في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية.
تصوير ومونتاج: عادل كدروز