وكشف مصدر محلي لـle360، إن هذه العملية غير المسبوقة باقليم شيشاوة اكتُشفت صدفة من طرف رجال الدرك الملكي بجماعة عين تزتونت، السبت الماضي، حينما أوقفوا سيارة من نوع "بيكوب" كانت قادمة من جبال آيت حدو يوسف في اتجاه جماعة انفيفة، بقيادة شاب لا يتجاوز عمره 23 سنة، بغية تفتيشها في اطار عمليات المراقبة الروتينية ليتفاجأوا بحوالي طن من الأتربة المختلطة بالمعدن الخام، الأمر الذي دفعهم إلى اشعار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بإمنتانوت الذي أصدر أوامره بفتح تحقيق مع سائق السيارة لتحديد ملابسات حيازته لهذه الكمية الهامة من الذهب.
وحاصرت مصالح الدرك المشتبه فيه بمجموعة من الأسئلة حول مصدر "الذهب" ليعترف لها أنه يقوم باستخراج هذا المعدن من دوار ايت زملال بجماعة ايت حدو يوسف ويبيعه لتاجر آخر يقطن بمدينة الدار البيضاء بثمن لا يتعدى 8 دراهم للكيلوغرام الواحد، لتنطلق بعدها تحريات الدرك بشكل واسع لتحديد هوية صاحب المصنع السري.
تحقيقات الدرك المعمقة أسفرت عن تحديد المعني بالأمر لتتم عملية مداهمة منزله الذي يكتريه بدوار اسكيكيمة حيث تم اكتشاف معمل تقليدي يقوم فيه الموقوف بتحويل المادة الخام قبل نقلها إلى العاصمة الاقتصادية للمملكة لبيعها بملايين السنتيمات لزبنائه المفترضين.
وأضاف المصدر ذاته أن المشتبه فيهما وضعا رهن تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث معهما تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، بينما تم ايداع المعدن الخام المحجوز بالمحجز الجماعي لاستكمال باقي التحقيقات.
مصدر أمني لـle360، أكد أن العملية أطاحت كذلك بمشتبه فيه ثالث يشتغل كـ"جبَّار" تقليدي يعالج الكسور بعد العثور لديه على معدات وأدوات تستعمل في تحويل المعدن الخام إلى معدن خالص خال من الأتربة، ليتم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، بينما يجري البحث أيضا عن عضو بجماعة ايت حدو يوسف وآخر بجماعة امزوضة، يشتبه في تورطهما كذلك في هذه القضية التي أصبحت حديث الساعة بالمنطقة.
وأشار المصدر إلى أن السلطات الأمنية نفسها استمعت كذلك لشخص رابع يتاجر في الذهب بمدينة مراكش، بعدما تأكد لديها أنه يقتني المعدن الخالص من المشتبه فيهم، لتقرر النيابة العامة وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية برفقة البقية من المتهمين، قبل أن يقرر قاضي التحقيق بمتابعتهم في حالة اعتقال وايداعهم السجن المحلي الأوداية، في انتظار تحديد هويات باقي المتورطين لتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها في حقهم.
وفي سياق متصل أفاد مصدر جمعوي بالمنطقة لـle360، أن فضيحة استخراج "الذهب" بطرق غير مشروعة من المرتقب أن تطيح كذلك بشخصيات بارزة بالإقليم للاشتباه في تورطها فيها، في وقت يتابع فيه الرأي العام المحلي القضية باهتمام بالغ.



