التواصل والكلام:
يتواصل كل نوع من الكائنات مع بعضه البعض فذلك هو مفتاحهم للبقاء، وليس بالضرورة أن يكون هذا التواصل في صورة كلمات منطوقة حيث يمكن إجراؤه من خلال الأفعال والإيماءات والكيماويات والأصوات أو حتى الرقصات.
إن التواصل شيء داخلي ليست الكائنات في حاجة إلى تعلمه من آبائها، فالكلب لا يحتاج إلى تدريب ليتعلم أن يهز ذيله عندما يكون سعيدًا أو ينبح فهذا سلوك داخلي لا يتطلب تعليمًا.
إلا أن التحدث شيء نتعلمه من الآخرين، فهو شيء فريد يتضمن مزيجًا من الأصوات والمقاطع مرتبة في تراكيب وأطوال مختلفة للتعبير عن الأفكار والعواطف وغيرهم، ويمثل إنتاج الصوت والمعنى المراد من الكلمة مكونين رئيسيين، فالصوت نفسه يمكن أن يكون له معانٍ مختلفة في لغات مختلفة والشيء ذاته يمكن أن يكون له أسماء مختلفة في اللغات المختلفة.
عندما نفكر في سبب عدم مقدرة الحيوانات على الكلام علينا أن نعرف لمَ لا يمكنهم تأدية الفعلين المكوّنين للكلام (إصدار الصوت والمعنى المراد من الكلمة) معًا، حيث يوجد حيوانات يمكنها تأدية أحد الفعلين ولكنها لا تتكلم فالببغاء مثلًا يمكنه تقليد الأصوات التي يصدرها الإنسان إلا أنها لا تحمل أي معنى.
هناك عدد من الأسباب التي تساهم في مقدرتنا على الكلام، وأول تلك الأسباب وأكثرها بديهية هي أن أجسادنا مختلفة في التركيب حيث نمتلك فكًا ولسانًا وحنجرة وصندوق صوت إلا أنه اتضح ان التركيب لا يلعب دورًا رئيسيًا في مقدرتنا على الكلام لأن صغار الشمبانزي تمتلك صندوقًا صوتيًا يهبط لأسفل مثلنا.
منطقة بروكا
إن منطقة بروكا في مخنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفهم الكلام، إلا أنها غير موجودة أو موجودة بشكل أقل تطورًا في حيوانات أخرى، لذا يعتقد أنها تتدخل في مقدرتنا على الكلام.
كما توجد ممرات معينة في بعض الحيوانات فقط ومن ضمنها الإنسان ويفترض أنها تساهم في قدراتنا الشفهية، والحيوانات الأخرى التي توجد فيها تلك الممرات تتضمن الطائر الطنان والطائر الغريد والببغاء والخفاش.
چين FOXP2
إن هذا الچين مسئول عن تنشيط بعض چيناتنا الأخرى، ويسبب اختلال وظائف الچينات حدوث مشاكل في اللغة والكلام، ولكن بما أن هذا الچين ينشط چينات أخرى ما زال غير واضح أي تلك الچينات مسئول عن اللغة والكلام.
المسار التطوري:
هناك نظرية أخرى تشير إلى أن مقدرتنا على الكلام تنشأ جزئيًا نتيجة مسارنا التطوري، فقد تطورنا من القرود المائية وليس من القرود متسلقة الأشجار مباشرة، ونتيجة لذلك تعلمنا أن نتحكم في تنفسنا وهو ما يمكننا من إصدار الأصوات اللازمة للكلام.
إلا أنه يوجد بعض الحيوانات مثل الببغاء وبعض الفيلة التي يمكنها تقليد كلماتنا ولكن اتضح أن تلك الحيوانات لا تفهم معنى هذه الكلمات، وحتى وقتنا الحالي لم يظهر أي حيوان امتلاكه لمقدرة التواصل نفسها التي يمتلكها الإنسان.