وقالت الوزارة، في بلاغ توصل Le360 بنسخة منه، إن "التشرميل" هي كلمة أصبحت متداولة على صفحات مجموعة من المواقع الإجتماعية عبر الشبكة العنكبوتية، كما أنها أصبحت عنوانا لمجموعة من المقالات المنشورة على صفحات الجرائد الوطنية، وحتى بعض المواقع الإخبارية التي تحدثت أغلبها عن هذه الظاهرة، فقالت عليها إنها رغبة في إثبات الشخصية عن طريق التمرد في اللباس وطريقة العيش وحتى اللغة والمصطلحات المستعملة.
وهي أيضا من خلال المنظور الإجتماعي ظاهرة بطقوس خاصة تبدأ بقصة الشعر، مرورا بآرتداء أصحاب هذه الظاهرة لآخر صيحات الموضة المتداولة من أحذية وملابس رياضية لماركات عالمية، إضافة إلى الساعة الذهبية الحمراء التي تحمل رمز الدولار. وكل هذه مميزات لابد لمن يريد الدخول إلى عالم "المشرملين" أن يتسم بها.
وتنويرا للرأي العام، يقول البلاغ، و تفاديا لأي لبس يمكن أن يهول من ظاهرة "التشرميل"، فإن مصالح أمن ولاية أمن الدار البيضاء وكعادتها عبأت كل مكوناتها للوقوف على حقيقة انتشار مجموعة من الصور بالمواقع الإجتماعية ك"فيسبوك"، خصوصا تلك التي يظهر من خلالها بعض دعاة هذه الظاهرة وهم يحملون أسلحة بيضاء ومبالغ مالية وممنوعات، يمكنها أن تزرع حالة من الرعب في نفوس المواطنين، وأن تعطي صورة مخالفة لما هو عليه واقع الحال الأمني بهذه الولاية. وهو ما باشرت بناء عليه كل فرق مصالح الشرطة بمختلف المناطق الأمنية بولاية أمن هذه المدينة، وطيلة الأسبوع الجاري بالإستعانة بالمصالح التقنية المركزية، أبحاثا لكشف هوية أولئك الأشخاص الذين يلقبون أنفسهم ب"المشرملين"، كما أنها قد أنجزت تحريات مفصلة حول تحركات من يظهرون في تلك الصفحات بشكل غايته دفع المواطنين إلى الإحساس بآنعدام الأمن.
وتم إلى حدود الساعة إيقاف 26 شخصا تحت إشراف النيابة العامة وشخص آخر تبين أنه يتواجد بالسجن منذ أواخر سنة 2013، كما أن الشخص السابع والعشرون المتواجد بالسجن والذي يظهر بدوره للبحث داخل أسوار السجن بتعليمات من النيابة العامة، حول صوره الموجودة بالفيسبوك، وقد أنجز له ملف متابعة إضافي بهذا الخصوص، كما تم إيقاف آخر على مستوى منطقة أمن البرنوصي وآخر على مستوى أمن أنفا علما أنه سيتم إحالة الموقوفين على السيد الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف.
إلا أنه ونظرا لذلك الكم الهائل من الصور التي جرى تداولها بمجموعة من الصفحات الفيسبوكية، فقد تطلب ذلك من المصالح الأمنية العمل على تجميع المعطيات وتحليلها بطريقة علمية غايتها استجلاء حقيقة تلك الصور والهدف من وراء نشرها. فأسفر ذلك عن حقائق من بينها أن بعضا من هاته الصور تعود لأشخاص أولا لا علاقة لهم بهذه الظاهرة، وثانيا ما يظهر بها من ممنوعات وأسلحة بيضاء ومبالغ مالية هي فقط موضوع إضافات عن طريق برامج تعديل الصور أو ما يصطلح عليه "الفوطوشوب"، إلى جانب صور أخرى أصلية قام أصحابها بإنجازها وهم يحملون فعلا أسلحة بيضاء وساعات وأحذية رياضية وضعوها بصفحات الفيسبوك، كما أن صورا أخرى وأثناء البحث تبين على أنها مستخرجة من تسجيلات فيديو قديمة تعود إلى أشخاص لا يتحدرون من مدينة الدار البيضاء وإنما من إحدى مدن جنوب المغرب، كما أن ظهورهم حاملين لأسلحة بيضاء بهذه الصور أو هذه التسجيلات كان بمناسبة عيد الأضحى.