ومن الأمثلة على ذلك أمر حيّر العلماء طوال عامين كاملين، عندما اكتشف عدد من العلماء في جامعة "فرونتسواف" في بولندا، آثاراً غريبة في بقايا جثة رجل، كانت "معلقة" على الأشجار في إحدى غابات البلاد.
وتعود بدايات هذه القصة إلى ما قبل عامين تقريباً، وتحديداً في العام 2016، عندما عثر باحثون بولنديون على بقايا جثة رجل مجهول في إحدى الغابات، وكان حينها الفحص الطبي الشرعي التقليدي للجثة، أظهر أنها تعود لرجل، وبقيت الجثة معلقة على الشجرة لعدة سنوات قبل أن يتم اكتشافها، كما وأظهرت التحاليل وجود بعض بقايا لكائنات حية أخرى، كالتي توجد عادة في الجثث.
إلى هذه اللحظة، تبدو القصة عادية جداً، مجرد جثة رجل، مات في ظروف غامضة – وربما انتحر – وعُثر على جثته معلقة على الأشجار في غابة، إلا أن الدهشة كانت أصابت العلماء البولنديين، لدى اكتشافهم أن جثة الرجل تحتوي -بالإضافة إلى المحللات الكائنات الدقيقة التي تفكك الجثث عادةً -، مأوى لعدد من سناجب الغابة التقليدية، وهو الأمر الذي بعث الحيرة في نفوسهم لهذا السلوك الغريب.
وبعد الكثير من البحث، وصل العلماء إلى اعتقاد مفاده بأن الرجل كان وافته المنية في موسم البرد الشديد، وكان العلماء وصلوا لهذا الإستنتاج عقب العثور على زوجين من السروايل والملابس الشتوية الدافئة الأخرى، التي كانت تغطي أجزاءً من جسد الجثة، كما توصلوا أيضاً إلى أن مثل هذه الملابس هي التي ساعدت في الحفاظ على الجثة لفترة طويلة في الظروف الطبيعة.
وبعد مرور عامين على هذا الإكتشاف، لا يزال العلماء يحاولون دراسة هذه الظاهرة الغريبة والفريدة، والتي لم يسبق لهم أن شاهدوها، ولكن وحتى هذه اللحظة، لم يتمكنوا من معرفة الأسباب التي جعلت من السناجب والدبابير وعدد من الكائنات الحية لأخرى، أن تقوم بالسكن في الجثة في وقت واحد، وكيف تمكنت جميعها من التعايش داخلها.