"موديلات" ترضي جميع الأذواق، تتدرج أثمنتها من 10 دراهم إلى 300 درهم لتناسب القدرة الشرائية لجميع الطبقات الاجتماعية، إلا أن أعين الأطفال غالبا ما تشتهي الأغلى ثمنا لمميزاتها وجودتها العالية، ما يدفع الأهالي لتحمل عبئ تكلفتها الغالية أو إرغام أطفالهم على اقتناء ألعاب رخيصة الثمن لا تناسب أذواقهم.
إقبال ومنافسة
الإقبال الكثيف على معاينة وشراء الألعاب البلاستيكية يبدو واضحا للعيان، خاصة عند قدوم المساء، حيث يحلو لسكان الحي التنزه بين الباعة داخل السوق وخارجه، إلا أن معظم الباعة يشتكون كثرة المنافسة وخاصة أصحاب المحلات، ما يدفعهم إلى تقديم تخفيضات كبيرة قد تكبدهم خسائر في الأرباح المرجوة.
أحد أصحاب محلات الألعاب صرح لـLe360 بوجه تعلوه الحسرة قائلا: "المنافسة في عاشوراء تكون قوية جدا خاصة من طرف الفرّاشة والباعة المتجولين، فهم لا يدفعون مصاريف الكراء والكهرباء مثلنا، ما يمكنهم من خفض الأثمنة إلى أقصى حد، بينما نحن أصحاب المحلات نضطر إلى خفض الثمن لمواكبتهم في البيع، وعدم خسارة الزبائن".
إلا أن زبونة كانت تعاين الألعاب داخل المحل واسته قائلة: "يظل أصحاب المحلات الأجدر بالثقة من طرف الزبائن، خاصة بعد رؤية الصور المنتشرة على صفحات الأنترنت لأخطار وأضرار بعض الألعاب البلاستيكية التي قد تسبب السرطان، لذلك أفضل ابتياع الألعاب من محل جربت سلعته من قبل وتبين لي سلامتها على أطفالي".
صنع في الصين
يلاحظ المتجول بين صفوف الباعة أن طابع "صنع في الصين" هو القاسم المشترك لكل الألعاب المعروضة، وذلك لسعرها المنخفض ومطابقتها لمميزات الألعاب الأوربية التي تباع بأغلى الأثمان، فهي تتميز بالإبداع في الأفكار والصنع حتى أن بعضها يلفت أنظار الكبار قبل الصغار.
ويقول بهذا الخصوص أحد الباعة المتجولين الذين حاورهم Le360: "الصين لا تصنع فقط الألعاب البلاستيكية عديمة الجودة، فحتى الأمريكان يقتنون ألعابا صنعت في الصين".
أما زميله المجاور لمكان عمله فقد أخذ بيده لعبة منزل العرائس وتحدث بنبرة صوت تملؤها السخرية قائلا: "مثل هذه اللعبة تعرض في الأسواق الممتازة والمحلات الكبرى بأربعة أضعاف الثمن الذي نبيعه به، الصين ساوت بين الأطفال الفقراء والأغنياء وجعلتهم يلبسون نفس الملبس ويلعبون بنفس الألعاب". لتقاطعه سيدة يتسم مظهرها بالأناقة والتهذيب مصرحة: "حتى في الأسواق الممتازة تجد الألعاب الصينية وبأثمنة خيالية، إنهم يخدعون الناس ويبيعون لهم اللعبة بضعف ثمنها لا غير، أما المحلات ذات الماركة والجودة العالية فلم يعد يسعنا اقتناء الألعاب لأطفالنا منها، بسبب ثمنها الباهض الذي أضحى يثقل كاهلنا بسبب كثرة حاجيات ومتطلبات أولاد هذا العصر، وارتفاع تكاليف ومصاريف المدرسة والمعيشة".
مخاطر الألعاب البلاستيكية
فرحة الأطفال بعاشوراء لا توازيها أي فرحة أخرى، ففيه تتعدد أشكال اللعب بين التقليدية والعصرية، غير أن بعض الألعاب قد تشكل خطرا يهدد سلامة الطفل وحياته.
ويقول المختصون إن بعض الألعاب البلاستيكية قد لا تناسب سن الطفل لاحتوائها على جزيئات صغيرة قد يبتلعها الطفل أو قد تخفي أجزاء حادة يمكن أن تتسبب في إصابته.
ويحذر الأطباء من جودة البلاستيك ومكوناته التي قد لا تتناسب مع المعايير المتفق عليها عالميا في صناعة الألعاب، حيث يمكن أن تسبب أمراضا جلدية وعضوية خطيرة، ما يستلزم من الأهل حسن الاختيار والتدقيق قبل شراء اللعبة لأطفالهم، حتى لا يتحول الفرح إلى قرح.