فما أصل تلك الخرافة إذن؟ وكيف كانت القطط مثار إعجاب الناس قديما، قبل أن تصبح نذير شؤم بالنسبة إليهم؟
تبجيل المصريين القدماء للقطط
على عكس المتوقع والسائد الآن، كانت النظرة الخاصة بالمصريين القدماء تحديدا، تجاه القطط جميعا، سوداء اللون كانت أو بأي لون آخر، نظرة مليئة بالاحترام والتقدير، تجاه تلك الحيوانات الأليفة صغيرة الحجم.
حيث كان مرور قطة سوداء لا يحمل معه أي مشاعر سلبية من قبل الناس حينئذ، بل كان يدعوهم إلى التفاؤل، وانتظار قدوم الخير والرخاء.
تغير الأمور على يد الإنجليز
بدأت النظرة المبجلة تجاه القطط، والأسود اللون منها على وجه الخصوص، في التحول على يد الإنجليز، ومع حلول القرن السابع عشر.
حينئذ كان الملك تشارلز حاكم البلاد، يملك قطة سوداء، يحرص على الاعتناء بها بنفسه، فكانت الأمور تسير على خير مايرام، حتى ماتت قطة الملك، وتغير كل شيء فجأة.
حيث أكد الملك تشارلز في ذلك الوقت، أن وفاة قطته لا تعني إلا زوال الحظ الجيد الذي لازمه طوال سنوات طويلة، ما بدأ الجميع هناك في تصديقه لاحقا، وبعد مرور يوم واحد من وفاة القطة، حين تم إلقاء القبض على الملك بتهمة الخيانة العظمى!
المصريون لا يحبون القطط السوداء
بينما بدأ الربط يحدث بين وقوع بعض الحوادث العارضة، ووجود قطط سوداء، يشار إلى أن تبجيل المصريين القدماء لم يستمر طويلا، حيث تغيرت النظرة تلك بشكل تدريجي في مصر تحديدا، وبداية من العصور الوسطى، أي قبل حادثة الملك بقرون طويلة.
ففي ذلك الوقت، بدأ المصريون ومن بعدهم أبناء جنسيات أخرى من الشرق والغرب، في الاعتقاد بأن القطط السوداء هي تجسيد للشيطان، وأمر يدعو للتخوف دون شك.
حتى تحول الأمر بمرور الوقت إلى اعتقاد راسخ في عقول الكثيرين، يشير إلى أن القطط هي نذير شؤم لا محالة، في مناطقنا العربية، وفي دول غربية أخرى عدة.