نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال في مقال مطول على موقعه الرسمي، إنه « غضون الأيام والأسابيع الماضية قرأت لعدد من الحداثيين والحداثيات المغربيات تطلعهم وتمنيهم أن يقتدي المغرب بالنموذج التونسي، وبصفة خاصة أن يتبنى مبادرة الرئيس السبسي، الرامية إلى إلغاء نظام الإرث الإسلامي وإقرار المساواة الكاملة بين الورثة، على اعتبار أن الدولة التونسية الحديثة لا علاقة لها بالقرآن ولا بالشريعة، على حد قوله »، مضيفا «بعض الحداثيات جدا تحمسن جدا، حتى تمنين لو كن تونسيات.وتمنى أحد كبرائهم أن يحدو الملك محمد السادس - حفظه الله - حدو الرئيس التونسي في مبادرته ومسعاه، فيلغي نظام المواريث الإسلامي ويعتمد نظاما تونسيا حداثيا».
وأضاف الريسوني، «فأما أن يكون بعض البئيسات والبؤساء المغاربة معجبين بالسبسي ومبادراته الرائدة عندهم، فهذا شأنهم وذلك مبلغهم.ولكن العجب كل العجب هو حين يتمنون ويريدون للمغرب، ولملك المغرب أيضا، الاقتداء بالسبسي والاقتباس منه».
واعتبر الفقيه، «هم للأسف لم يتمنوا للمغرب وملكه الاقتداء بتونس وعلمائها، وإنما مرادهم الاقتداء بالسبسي تحديدا. تماما مثلما كانوا يدعون من قبل للاقتداء بسياسة بنعلي الاستئصالية».
وأكد الريسوني، أن العلماء والأساتذة جامعة الزيتونة، «وقفوا صفا واحد وكلمة واحدة ضد مبادرة السبسي، ووقف أئمة المساجد وخطباؤها ضد هذه المبادرة وما ترمي إليه. وتخوض مختلف الجمعيات والمنظمات التونسية، حملة متواصلة ضد المبادرة السبسية».
وأضاف الريسوني، «فهذه هي تونس التي يمكن تقديرها والاقتداء بها فيما تسبق إليه من إنجازات تونس العلماء، وتونس الزيتونة شقيقة القرويين، وتونس الشعب.أما الاقتداء بالمفلسين الفاشلين، والتعلق بأذناب الأذناب، فهذه إهانة للمغرب».
وشدد الفقيه المغربي، أن «السبسي فشل هو وحزبه في محاربة الفساد الذي ينخر كل المؤسسات والإدارات والخدمات الرسمية وقد تضاعف مرات عديدة بعد الثورة التي كان هدفها الأول إسقاط الفساد. وكذلك الشأن مع البطالة والفقر»، مشيرا إلى أن «السبسي بعد أن رأى نفسه لم ينجح إلا في شيء واحد، هو تقسيم حزبه، يجرب الآن تقسيم التونسيين، وإشعال الصراع بينهم، وصرفهم عن مشاكلهم ومعاناتهم الحقيقية».
وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، قد أعلن قبل أسابيع، دعمه لمشروع قانون غير مسبوق في العالم العربي يضمن المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، الأمر الذي يثير جدلاً كبيراً في البلاد.