وترجع جذور هذا السلوك -الذي يقول العلماء إن له أصداءً في الصفات البشرية- إلى ميل ذكور قرود الفرفت إلى الانتقال بين المجموعات، وفق صحيفة The Telegraph البريطانية، ويقود هذا الإناث إلى الاعتقاد أن الذكور لديهم معرفة محدودة بالبيئة المحلية لأنهم كثيراً ما يتنقَّلون.
ووجدت الدراسة أنه على عكس الإناث، يرحب ذكور القردة بالتعلُّم من أيِّ جنسٍ يبدو أنه أكثر فاعلية في الموقف الذين هم بصدد القيام به.
ويقول البروفيسور وايتن، بجامعة سانت أندروز: «قد يكون تفسير الاختلاف بين الجنسين هو أن الأهم بالنسبة للإناث هو الحفاظ على علاقاتٍ وثيقةٍ مع الإناث الأخريات اللاتي يقضين معهن بقية حياتهن في نفس المجموعة»، وأضاف: «هنً أقل ميلاً نحو تقليد الذكور، الذين في الأغلب لا يُعوَّل على معرفتهم بالبيئة المحلية».
كيف قاموا بالتجربة للوصول إلى هذه الدراسة؟
تضمَّنَت التجربة، التي نُشِرَت في مجلة Current Biology العلمية، صندوق «فاكهة صناعية» يمكن فتحه إما من الجانب الأسود وإما الجانب الأبيض، لاستخراج قطعة من التفاح بداخله.
إذا اقتربت الأنثى المهيمنة، يمكن للعلماء استخدام التحكُّم عن بعد للتأكُّد من أنها تعلَّمت أنها يمكنها الحصول على التفاحة من إحدى النهايتين فقط، وبنفس الطريقة، درَّبوا الذكور الأعلى مرتبةً على فتح الصندوق من الجانب المعاكس.
أعدَّ الباحثون الأمر الآن ليحصل الذكور على خمسة أضعاف الطعام الذي تحصل عليه الإناث، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان بقية أفراد المجموعة سيستمرون في عادتهم بتقليد الإناث، أم سيكونون أكثر مرونة الآن، ويغيرون آراءهم بعد النجاح الكبير الذي حقَّقه الذكور.
وجد الفريق أن الذكور أظهروا ميلاً كبيراً لتقليد الذكور الناجحين بدلاً من المعتاد لديهم، وهو تقليد الإناث، لكن إناث المجموعة مازلن عالقات في تقليد الأنثى المهيمنة، على الرغم من نجاحها الأقل نسبياً!