دوار بلان. في هذه البلدة القروية الصغيرة داخل إقليم الفقيه بن صالح، الواقعة على بعد 40 كيلومترا من بني ملال. وسط منطقة محاطة بأشجار الزيتون قضت خديجة أسابيع وهي تستغل جنسيا من طرف عصابة تتكون من 14 فردا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و27 سنة.
لقد عانت هناك أسوأ معاملة لمدة شهرين طويلين دون أن يسمع أحد صرخاتها في ذلك الخلاء، الذي لم يكن بعيدا عن منزلها أبويها بدوار أولاد عياد سوى ببضعة كيلومترات.
هناك، في بيت أسرتها، حيث تعيش خديجة مع والديها واثنين من الأشقاء، ترحب بنا في "غرفة المعيشة".
من الخلف، تخبرنا الفتاة عن محنتها: "بدأ الأمر كله في شهر رمضان الأخير، عندما ذهبت إلى منزل خالتهاا في دوار بلان لقضاء بعض الوقت مع ابنة خالتها. بعد بضعة أيام، كانت خديجة ببات المنزل فوقعت في قبضة شابين كانا على متن دراجة نارية، حيث اختطافاها تحت التهديد بسكين.
تم اختطاف الفتاة ونقلها بالقوة إلى بستان زيتون مهجور، حيث احتجزها خاطفوها وشرعوا في استغلالها جنسيا بشكل جماعي، لكن الأنكى من ذلك أنهم لم يتوقفوا فقط عند استغلالها جنسيا بل عذبوها بحرق مختلف أنحاء جسديها عن طريق أعقاب السجائر، وخططوا وشوما ورموزا غريبة في أطرافها وعنقها...
وقالت خديجة إن زعيم العصابة المدعو رضوان، كان يعيرها لبقية الجناة ليستمتعوا بها مقابل مده بالمال أو بالمخدرات.
في خضم ذلك، حاولت خديجة أن تهرب عدة مرات، دون جدوى. يمسكها جلادوها في كل مرة تحاول الهروب ويجعلونها تندم على المحاولة. وفي أحد الأيام، تمكنت من إقناع جلاديها بالاتصال بوالدها وتسليمه له. وكان على الأخير أن يعدهم بعدم إبلاغ الدرك الملكي ضدهم.
وقد تم ذلك في البداية، قبل أن تقرر خديجة نفسها أن تذهب إلى السلطات وتقدم شكوى ضد مغتصبيها، بعد أن استعادت أنفاسها عقب الكابوس الذي عاشته.
تم القبض على تسعة من الجلادين وأحيلوا على المحكمة ببني ملال، التي ستشرع في محاكمتهم ابتداء من يوم 6 شتنبر المقبل. في غضون ذلك، يستمر البحث من أجل اعتقال المجرمين الآخرين.
تصوير ومونتاج: عبد الرحيم الطاهيري
