ولعل النقطة التي أفاضت الكأس بخصوص هذه القضية هي انتشار مجموعة من الفيديوهات، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وثقت تفاصيل تعرض أطباء وممرضين لاعتداءات من لدن مواطنين، آخرها شريط فيديو جرى تداوله قبل ثلاثة أيام، كشف بالفعل عن كواليس تعرض ممرضة بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي بتاونات، لاعتداء من قبل عائلة أحد المرضى، ما تسبب لها في جرح على مستوى الرأس.
وكان يوم الأحد 15 يوليوز الجاري قد شهد تعرض طبيب أخصائي في أمراض النساء والتوليد، بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة، لاعتداء من طرف زوج سيدة تم استشفاؤها بالمصلحة، كما شهد اليوم الموالي اعتداء مرتفقين على ممرض أثناء مزاولة عمله، بمستعجلات القرب بالدائرة الحضرية لأيت أورير، وذلك حسب ما كشف عنه بيان صادر عن وزارة الصحة، توصل "Le360" بنسخة منه.
وذكر ذات المصدر أن طبيبة داخلية تعرضت لاعتداء لفظي وجسدي من طرف أحد المرتفقين بقاعة الفحص أثناء مزاولتها لمهامها، بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، الأمر الذي جعل وزارة الصحة تخرج عن صمتها واصفة تلك الاعتداءات بـ "الدنيئة واللامسؤولة".
ولهذه الأسباب، أعلنت الوزارة عبر بيانها أنها لن "تسامح، ولن تتساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية أو الاعتداء على المؤسسات الصحية بالتخريب أو الإتلاف أو النهب"، مؤكدة أنها "تضع رهن جميع المتضررين كافة أشكال المؤازرة القانونية الجاري بها العمل في متابعة المعتدين".
واختتمت وزارة الصحة بيانها قائلة إنها "تؤكد للرأي العام الوطني أنها لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، الذين يقدمون خدمات إنسانية نبيلة، ويشتغلون، رغم قلة عددهم، في ظروف قاسية، ليل نهار وعلى مدار سائر أيام الأسبوع، لضمان سير المرفق العمومي وتوفير الخدمات الصحية للمواطنات والمواطنين".
وحول هذا الموضوع، توجهت كاميرا "Le360" صوب مستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، حيث سألنا مواطنين عن ما رأيهم في الخدمات التي يقدمها الأطباء والممرضون وأطر الصحة داخل المستشفيات؟ وهل تلك الاعتداءات التي تقع داخل المراكز الصحية سببها سوء معاملة العاملين بقطاع الصحة أم أن جهل بعض المرتفقين هو الذي يتسبب في ذلك؟