وقال الفيزازي، الذي قضى أكثر من 8 سنوات داخل السجن، قبل أن يغادره بعفو ملكي، ليومية الناس إن الحوار الذي دار بينه وبين الملك عقب انتهاء صلاة الجمعة كان حوارا حميميا وإنسانيا.
أما موضوع الخطبة، الذي كان حول “الأمن والاستقرار”، فقد كشف الفيزازي أنه حصل حوله توافق بينه وبين أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيرا إلى أنه كان هناك في البداية اقتراح حول الإيمان بالغيب.
وقال الفيزازي في الحوار نفسه إنه لن يطلب أبدا من الدولة جبر الضرر عن تلك السنوات التي قضاها في السجن ل”أنه ليس هناك جبر ضرر أكبر من أن يصلي خلفك أمير المؤمينين”.
وأوضح الفيزازي، حسب يومية الناس، أن الملك هو الذي اختار أن يؤدي الصلاة في مسجد طارق بن زياد، قبل أن يُخبر من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن خطيب هذا المسجد هو محمد الفيزازي، ف”لم يعترض علي الملك، فكانت الموافقة منه، جزاه الله خيرا”.
ولم يفت الفيزازي، حسب اليومية أن يشيد برجال عبد اللطيف الحموشي، المدير العام ل”ديستي”، وقال إن رجال “الديستي” الذين كلفوا بمراقبتهم طيلة سنوات السجن، واحتك بهم عن قرب، كانوا أمناء نزهاء في نقل التقارير عنه وعن باقي رفاقه في السجن..”وهذا النقل الوفي والأمين هو الذي توج بخروجي من السجن”، قبل أن يوجه نداء وديا إلى جماعة العدل والإحسان دعاها إلى المصالحة مع إمارة المؤمنين.
من جهتها تساءلت يومية الأخبار، في عدد يوم غد (الاثنين)، قائلة:” هل صادفت رغبة الملك محمد السادس في أداء صلاة الجمعة بمسجد طارق بن زياد وجود الداعية الفيزازي إماما له؟ لتجيب:” إن الحدث ودلالته أكبر من ذلك، وعند العودة إلى مقابلة أجراها الملك مع صحيفة إسبانية يتبين بوضوح أنه تحدث عن تجاوزات رافقت التحريات التي قامت بها السلطات الأمنية والقضائية، على خلفية الهجمات الإنتحارية التي كانت البيضاء مسرحا لها في 2003.
بداية طي الصفحة
وتبقى صدمة الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب سنة 2003 أحد أسباب التي أدت إلى بعض التجاوزات، فخبرة المغر كانت جديدة وساد الانفعال، علما أن الملك أقر في الحوار نفسه بخطة شاملة همت تنظيم الحقل الديني واستئصال منافع الفكر المتطرف، وفتح المجال واسعا أمام المراجعات الفكرية شارك فيها نشطاء وحقوقيون وعلماء.
لقد قال الفيزازي إنه ظل يحلم باليوم الذي يقدم فيه خطابه أمام الملك، وهي صورة اختزلت الدلالات الكبرى لمفهوم التسامح الذي يتحول إلى إدماج وإسهام في دهود التوعية الروحية التي تبشر بالوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب.