وذكر بلاغ لوزارة الصحة اليوم أن العملية الأولى تمت يوم الثلاثاء الماضي (26 يونيو)، حيث وهب متبرع (43 سنة) كليته لأخته البالغة 41 سنة، أما العملية الثانية، والتي أجريت في اليوم الموالي، فقد تبرعت أخت ذات 37 سنة بكليتها لأخيها البالغ من العمر 35 سنة، مشيرا إلى أن العمليتين أجريتا في ظروف جيدة وتكللتا بالنجاح.
وقد أجريت هاتان العمليتان، اللتان تندرجان في إطار الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة التي جعلت من هذا الورش إحدى أولوياتها في سياق برنامج عمل متكامل على مدى السنوات القادمة، وذلك بشراكة مع فريق طبي من المركز الاستشفائي الجامعي لريمس (فرنسا)، في إطار اتفاقية التعاون التي تربط المستشفيين، والتي تندرج ضمن شراكة مجلس جهة الشرق وجهة الشرق الكبرى بفرنسا.
وحسب المصدر ذاته، فإن عملية التبرع بالأعضاء تأتي كبارقة أمل للمرضى في حياة أكثر جودة وسكينة بعيدا عن العناء المتكبد خلال حصص التصفية، مشيرا إلى أن هذه العمليات منظمة بموجب القانون المغربي، الذي يتميز بالصرامة والحسم في كل ما من شأنه التلاعب بأعضاء البشر، سواء تعلق الأمر بمتبرعين أحياء، حيث يستلزم توفر مجموعة من الشروط خاصة القرابة العائلية بين المتبرع والمتلقي، أو عندما يتعلق الأمر بمتبرع في حالة وفاة سريرية.
وبهذا ينضاف المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لوجدة إلى قائمة المراكز الاستشفائية المخولة والمؤهلة للقيام بهذه العمليات تنفيذا للتوجيهات السديدة والمساعي الحميدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تروم تقريب الخدمات الصحية ذات الجودة العالية من المواطنين في كافة أرجاء هذا الوطن سعيا من جلالته لدمقرطة الولوج المجالي في إطار اللامركزية.
وبذلك تكون المملكة، يشير المصدر ذاته، قد قطعت أشواطا متقدمة في مجال زرع الأعضاء والأنسجة وحققت نتائج جد هامة، حيث تم بفضل الكفاءات الوطنية منذ انطلاق هذا النوع من العمليات، إجراء ما يناهز 533 عملية لزرع الكلي بالمراكز الستة المفعلة والتي ينضاف إليها اليوم مركز وجدة، وكذلك 20 عملية لزرع الكبد و4371 عملية لزرع القرنية وعمليتين لزرع القلب، إحداهما بالرباط سنة 1995 والثانية بمراكش لطفل سنة 2015. كما تم إجراء ما يناهز 300 عملية لزرع الخلايا الجذعية بالمراكز العمومية.
ولفت بلاغ وزارة الصحة إلى أن هذه العمليات لا تستثني الفئات المعوزة والحاملة لبطاقة راميد.
وبهذه المناسبة نوهت وزارة الصحة بالفريق الطبي وشبه الطبي والإداري بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة على هذا الإنجاز الذي سيكون بداية عهد جديد على غرار باقي المراكز الأخرى، وكذا بهذه البادرة النبيلة التي أقدم عليها المتبرعان بكل أريحية لمنح حياة جديدة مليئة بالأمل للمتلقيين.