وتأتي هذه المسيرة، التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين ،والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، تحت شعار "مسيرة الشعب المغربي من أجل القدس عاصمة أبدية لفلسطين ودعما لمسيرة العودة الكبرى"، من أجل التأكيد على رسوخ موقف الشعب المغربي بكافة أطيافه السياسية والنقابية والجمعوية والحقوقية، النصير للشعب الفلسطيني.
وقال سفير فلسطين المعتمد بالرباط، السيد جمال الشوبكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن القضية الفلسطينية جزء من عقيدة الشعب المغربي والمملكة لا تتفأ تقدم دعمها لفلسطين وشعبها، مشددا على أن الشعب المغربي بكل أطيافه وأحزابه وقوى المجتمع المدني، إن على المستوى الرسمي أو الشعبي، يرسل رسالة واضحة مفادها، دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
وأبرز الدبلوماسي الفلسطيني أن سياسة الاحتلال المزدوجة تمثل مصادرة لأرض فلسطينية بغية إقامة سفارة للكيان على أرض محتلة، مسجلا أن الرباط كانت سباقة دوما للتنديد بالسياسة التي ينهجها الاحتلال ضد فلسطين، خصوصا وأن "القضية الفلسطينية جزء من عقيدة الشعب المغربي"، الذي يعبر عن انتمائه ودفاعه عن هذه القضية "المقدسة". وفي تصريح مماثل، أكد السيد خالد السفياني، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين، أن الشعب المغربي يبدي انخراطه في معركة تحرير فلسطين، وليس داعما فقط، داعيا إلى إسقاط ما يسمى بـ"صفقة القرن"، ورفض المساعي الرامية إلى تهويد القدس ومقدساتها، والانخراط في دعم الشعب الفلسطيني المنتفض من أجل حق العودة وفي معركة تحرير الأسرى والمعتقلين.
وشجبا للقرار القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، اعتبر السيد السفياني أن الأمر الجلل يتجلى في القضاء على فكرة القدس وتحريرها، مشيرا إلى أن مايسمى بـ"صفقة القرن" ماهي إلا خطوة أولى تروم تصفية القدس الفلسطينية بالكامل، وأن ما يخطط له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"المتواطئون معه أيا كانوا لن يمر ولا يمكن أن يمر وأن فلسطين ستحرر". كما أبرز أن المسيرة تروم إحياء الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، عبر دعم "إخواننا وأبنائنا في فلسطين وفي غزة والضفة" المنتفضين من أجل حق العودة، والذين يتساقطون شهداء تباعا ، يوميا، بالعشرات، وجرحى بالآلاف، معتبرا أن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين وحدها بل يستهدف الأمة برمتها.
وسجل السيد السفياني الحاجة إلى "تنظيم هذه المسيرة، بالمغرب أولا"، داعيا إلى "إشاعة الفكرة بالنسبة لبقية الساحات العربية والإسلامية ولأحرار العالم للانخراط في هذه المعركة العادلة"، إسوة بما قرره الشعب الفلسطيني يومي 14 و 15 من ماي اللذين خصصهما لمسيرات مليونية داخل فلسطين، تنديدا بعدوان الاحتلال، وامتدادا لـ"مسيرات العودة الكبرى". كما أكد أن الشعب المغربي كما هو شأنه دوما، منخرط في معركة تحرير فلسطين، وفي معركة تحرير القدس وتحرير المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية.
من جهته، أكد عبد الواحد الفاسي، عن حزب الاستقلال،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسيرة تعكس تضامن الشعب المغربي ومساندته للقضية الفلسطينية لاسيما بعد القلاقل التي تعيشها المنطقة، معتبرا أن القضية الفلسطينية بالنسبة للمغرب نظير "للقضية الوطنية"، على اعتبار أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس التي تقدم دعمها نصرة لفلسطين وشعبها.
وسجل السيد الفاسي أن هذه المسيرات، تعد جزءا بسيطا من الذكرى، داعيا إلى أن " ينصب العمل الحقيقي ميدانيا، وأن ينكب على رص صفوف الوحدة الوطنية والعربية، من أجل إيقاف العدوان الممعن في الاستكبار لضعف العرب وهوانهم".
وردد المشاركون في المسيرة، والرافعون للعلمين المغربي والفلسطيني، والمتوشحون بـ"الكوفية" شعارات تشجب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلده إلى القدس الشريف، و"تحذر من سوء مغبة تبعات هذا القرار الممعن في الاستكبار والمقامر باستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع".