وخلال اتصال "Le360" بالسيدة س.ع، المنحذرة من مدينة العيون والمنتمية لقبيلة "الركيبات"، أكدت أن السمنة هي بمثابة عرف جرى توارثه بين الأجيال منذ عقود من الزمن، مضيفة أن عملية الزيادة في الوزن يطلق عليها باللهجة الحسانية عبارة "البلوح".
وأشار ذات المصدر إلى أن معيار جمال النساء في الصحراء مرتبط أساسا بـ "الوزن الزائد"، فالمرأة الصحراوية لا تعتبر جميلة بملامح وجهها إطلاقا، بل بهيئة جسمها، التي من المفروض أن تكون بدينة لكي تهرب من العنوسة وتنهال عليها عروض الزواج.
وبما أن غالبية المغاربة يتساءلون عن أسباب وطرق زيادة الوزن لدى الصحراويات، فقد ارتأى "Le360" إلى رصد أبرز طرق "البلوح"، القديمة والحديثة، والتي عملت السيدة س.ع على شرحها بالتفصيل عبر اتصال هاتفي:
- الطريقة القديمة:
كانت النساء الصحراويات قديما يطمحن بحماس كبير إلى الحصول على أجسام "غليظة"، الأمر الذي جعلهن يبحثن عن طرق "يتبلحن" بها، فكان غالبيتهن يلتجأن إلى الطريقة الشهيرة، والمتمثلة في شرب كمية هامة من حليب الإبل أو الغنم أو البقر، ثم يستمرن في شربه إلى غاية الوصول لدرجة الشعور بالرغبة في "القيء"، فيتقيأن، وبعد ذلك يقمن بشرب ذلك "القيء"، رغم عدم رغبتهن في تناوله، إلا أنهن يصبرن للحصول على النتيجة المرادة.
وبعد مرور 4 أو 5 ساعات من شرب الكمية الكبيرة من الحليب و"القيء"، تكون الخطوة الثانية هي تناول ما يسمى بـ "كسكس الغبة"، وهو عبارة عن كسكس جاف، والذي بدوره يتم تناول كمية مهمة منه، وذلك بغاية سد الجسم وملئه بالأكل عن آخره.
أما الخطوة الثالثة والأخيرة في ما يخص الطريقة القديمة، فهي "أنغالة"، وتعني طهي لحم الإبل مع الماء الخالص، فتقمن النساء بشرب ذلك الماء، ثم يتناولن اللحم، فتحصل السيدات والفتيات على أجسام بدينة، بعد أيام قليلة من تتبع الخطوات المذكورة.
- الطرق الحديثة:
يوجه عدد كبير من أهل الصحراء انتقادات لاذعة لمستعملي طرق "البلوح" الحديثة، وذلك نظرا لما تخلفه من أضرار جسيمة، تكون نتيجتها المفجعة هي المرض ثم "الموت".
باتت العديد من الفتيات الصحراويات، خلال الآونة الأخيرة، تلتجئن إلى الأدوية الصيدلية الفاتحة للشهية، والخطير في الأمر أنهن لا تستعملنها بشكل لائق، بل تمزجن نوعان أو ثلاثة منها في وصفة واحدة، بطريقة عشوائية، فتكون النتيجة هي الحصول على جسم "غليظ"، إلا أنه يكون مصحوبا بصحة متدهورة.
أما بخصوص الطريقة الحديثة الثانية، والمتداولة بشكل كبير، فهي ما يسمى بـ "العجنة"، وهي عبارة عن وصفة يتم فيها خلط مجموعة من المواد الغذائية، من ضمنها: التمور واللوز والجوز إضافة إلى بعض الأعشاب الأخرى، فتقمن النساء والفتيات بخلطها جيدا إلى غاية الحصول على "عجنة"، ثم تبدأن في تناولها مع حساء يحتوي على نسبة كبيرة من الكاكاو، ليحصلن بذلك على أجسام بدينة.
هكذا إذا ومن خلال ما سبق يتضح لنا جليا أن "البلوح" في الصحراء له طرق قديمة وحديثة، وما يتفق عليه أهل المنطقة هو أن الأولى مفيدة للجسم من الناحية الصحية، بينما تعتبر الثانية بمثابة خطر على الصحة.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن شريحة واسعة من النساء الصحراويات تتميزن بأجسام "غليظة"، حصلن عليها بشكل طبيعي، دون لجوئهن إلى "البلوح"، وهو ما يسمى في الأقاليم الجنوبية بـ "الغلظ الطبيعي".