وأوضحت الأخبار أن التقرير أشار إلى أنه تم صرف الميزانية المذكورة لشراء لقاحات استعملت في تلقيح 3189 شخصا أصيبوا بداء السعار خلال السنة الماضية من مختلف مناطق المدينة.
وتصدرت مقاطعة الحي الحسني قائمة المقاطعات التي أصيب سكانها بداء السعار نتيجة التعرض لعضات كلاب مسعورة، في الوقت الذي حلت مقاطعة عين الشق في الرتبة الثانية والصخور السوداء أقل عدد من الإصابات ب16 إصابة.
وابتلعت مبيدات الحشرات، حسب اليومية نفسها، 200 مليون سنتيم من ميزانية الجماعة الحضرية سنة 2013، خصصت الكمية الكبرى منها لمقاطعات سيدي مومن ومرس السلطان والحي الحسني وعين الشق.
من جهة أخرى خصصت للمواد السامة، حسب الجريدة، بإبادة الجرذان ميزانية بلغت 300 مليون سنتيم، وزعت أكبر كمية منها بالحي الحسني والفداء ومرس السلطان.
وقالت اليومية ذاتها إن المدينة تشهد باستمرار تسجيل إصابات بأمراض منقولة عبر الحيوانات، علما أن عددا من الدول تمكنت من القضاء على هذه الأمراض بصفة نهائية ومنذ سنوات.
كما تسجل البيضاء استمرار تسجيل إصابات بأمراض معدية لم تعد تُسجل بدول مختلفة، على غرار مرض السل، حيث تحل المدينة في الرتبة الأولى من حيث الإصابة بهذا الداء بعدد مصابين بلغ 5 آلاف شخص ينتقل إليهم السل سنويا، في حين تتركز أغلب حالات الإصابة بمقاطعة مولاي رشيد ثم مقاطعة الفداء، وذلك بالنظر إلى تكاثر مقاهي "الشيشة" التي يعد ارتيادها أكبر أسباب الإصابة، فضلا عن عيش عدد كبير من الأسر بأماكن غير لائقة بالسكن.
تدبير الميزانية
جميل جدا أن تصرف المدينة الملايين على بعض الأوبئة، لكنها غالبا ما تختار الحل السهل بتطبيق سياسة "العلاج أفضل من الوقاية"، فالجرذان والكلاب المسعورة والتلوث يمكن القضاء عليهم بالمبالغ المخصصة لعلاج المصابين بالسل أو داء السعار.
إن البيضاء تحتاج إلى حكماء وليس إلى منتخبين همهم الوحيد صرف الميزانية في أي شيء، ولعل الخطاب الملكي الأخير ب"وساخة" المدينة دليل على أن المدينة تفتقد إلى مسؤولين يملكون استراتيجية للحد من مشاكل المدينة.