وفق ما نقلته يومية "الأحداث المغربية" في عددها ليوم الجمعة 2 مارس، فإن أفراد هذه الشبكة، يستهدفون بعض میسوري المدينة، وخاصة من ذوي النفوذ بالقرى المجاورة لخريبكة، حيث أقنعوهم بعلاقاتهم بشخصيات سياسية وازنة في البلاد، بل أوهموا ضحاياهم من الميسورين بوجود مشروع كبير سيجنون من ورائه الملايير، وبإمكانية المشاركة في هذا المشروع الضخم لاستخراج الزئبق الأحمر وبيعه إلى علماء أمريكيين بأثمنة خيالية، تدر على المكتتبين حوالي 20 مليارا لكل واحد.
وحسب أصحاب هذه الفكرة الاحتيالية فإن الاستعمار الفرنسي وضع الزئبق الأحمر داخل قارورات ودفنتها ببعض الأراضي الفلاحية بالمنطقة، خلال أيام استغلاله لمادة الفوسفاط بأحواض خريبكة، وأن هذه المنطقة لا توجد إلا بالأراضي التي يملكها هؤلاء الفلاحون المستهدفون من عملية الاحتيال.
وحسب مصادر الجريدة، فإن تاريخ هذه الأحداث يعود إلى سنتين، تمكن فيها مجموعة من المحتالين من إسقاط بعض الضحايا في شركهم، اذ سلبوهم مبالغ مالية كبيرة على دفعات، منهم من مكنهم من 30 مليون سنتيم دفعة واحدة، قبل أن يسلمهم أخيرا 10 ملايين ثم مليونين ونصف، ومنهم من سلمهم 20 مليون سنتيم كعربون لتجارتهم المربحة، والتي كانوا يعتقدون أنهم سيجنون من ورائها الملايير.
وكان أفراد العصابة يوهمونهم بأن المشروع سري ويضم عشرات الميسورين، وأن شخصية سياسية وازنة تشرف عليه.
واستغل النصابون مظاهر الرفاهية من سيارات فارهة لإقناع ضحاياهم بأنهم من علية القوم، وأنهم بصدد استخراج المادة الأغلى في العالم، لبيعها والحصول على أرباح خيالية. لكن وبعد مرور الوقت تبين أن الأمر ليس سوى خدعة سقط في فخها أناس تاهوا وراء سراب الحصول على أموال أشبه بالكنوز المدفونة تحت التراب، ولم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى العدالة لاستعادة ما سلب منهم من أموال، دون نسيان بعض المحتال عليهم، والذين فضلوا الصمت والانتظار.
هذا ويعتقد أن الزئبق الأحمر مادة لا وجود لها في الحقيقة، إنما هي خرافة ابتدعها الإنسان وشاع خبرها في ثمانينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من أنها مازالت مبهمة غامضة غير معروف ماهي، والزئبق الأحمر نوعان، هما الزئبق الأحمر الطبيعي، وهو النوع الذي دارت حوله الكثير من الأقاويل وصيغت فية الإشاعات، إلا أن البعض أنكره ونفي وجوده. ويعتقد أن هذا النوع مكون من بعض الأنسجة الحيوية والمواد العضوية.
والزئبق الأحمر الكيميائي، وهو نوع يصنع في المصانع، حيث يستخرج من الذهب بعد أن يتعرض إلى الإشعاع لفترة معينة. تبلغ كثافته 23 غراما لكل سنتمتر مكعب واحد، وبذلك يعتبر الزئبق الأحمر أعلى كثافة من بين المواد المعروفة على سطح الكرة الأرضية، ويندرج ضمن هذا السياق جميع المعادن النقية أيضا؛ حيث تبلغ كثافة الزئبق العادي الذي استخدمه العلماء في موازين درجات الحرارة 6.13 غرامات في السنتيمتر المكعب الواحد.
ويصنع هذا النوع في دولتي روسيا وكازاخستان، وهو عبارة عن مسحوق بودرة معدنية ذي لون أحمر، ويمكن استخدامها في العمليات النووية التي تعتمد الانشطار النووي، وبذلك فهي تستخدم في صناعة الطاقة والقنابل النووية ذات الشدة العالية في الانفجار.