جريدة الصباح لها رواية أخرى للأحداث،في عدد يوم غد (الاثنين)، عكس ما جاءت به أغلب الصحف الصادرة يوم غد (الاثنين)، إذ قالت إن الأحداث اندلعت حين حاول رجال الأمن إيقاف أحد العناصر التابعة للتيار السلفي.
وأوضحت الصباح أن المواجهات، التي اعتبرت الأعنف من نوعها منذ سنة 2012، أصيب فيها خمسة عناصر أمنية بجروح متفاوتة، من بينهم ضابط من الفرقة الوطنية، نقلوا إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة، فيما امتنع عشرات المصابين من سكان الحي عن اللجوء إلى المستشفى مخافة الاعتقال.
ولحقت أضرارا كبيرة بسيارة الشرطة، وتماشيا مع رواية الصباح، فإن السيارة انقلبت بسبب السرعة المفرطة التي كان يسير بها السائق، خوفا من ملاحقته من قبل بعض الشباب ورميه بالعصي والحجارة، سيما بعد أن أطلق أحد رجال الأمن الرصاص في الهواء حين وجد نفسه محاصرا في مواجهة مفتوحة مع أبناء الحي.
وبعيدا عن رواية الصباح لأحداث طنجة، قالت يومية المساء، في عدد يوم غد (الاثنين)، إن الأحداث اندلعت لحظة إيقاف أحد أبناء المنطقة يشتبه في تورطه في تجارة المخدرات الذي رفض الإجراء المتخذ في حقه، ودخل في مشاداة كلامية مع رجال الأمن، وبعد لحظات سيفاجأ هؤلاء بعشرات الأشخاص الذين سيحيطون بالمكان، ثم يشرعون في قذف عناصر الأمن بالحجارة.
أما يومية أخبار اليوم، فأوضحت أن مافيا المخدرات حملت السلاح وتجرأت على مهاجمة الشرطة، مشيرة إلى أن مسؤولين أمنيين طلبوا من رجال الشرطة ارتداء واقيات الصدر، كما شارك في عملية التدخل رجال من فرقة "الكومندوز" الذين كانوا ملثمين ويحملون مسدسات أثارت رعب الذين حضروا هذه المواجهات.
مافيا المخدرات وتحدي الأمن
كان Le360 سباقا لنشر خبر الأحداث التي عرفتها مدينة طنجة، مساء أمس (السبت)، إذ بدا واضحا أن الأمر يتعلق بمافيات المخدرات التي تستوطن المنطقة، وأن تطور الأحداث، خصوصا مع الاعتداء على رجال الأمن، دفع الأخيرين إلى إطلاق أعيرة نارية.
إن الأحداث التي تعرفها مدينة طنجة تكشف خطورة مافيات دولية لن تستسلم بسهولة، ولو استدعى ذلك اللجوء إلى كل الوسائل لمواجهة رجال الأمن، ما يفرض على المديرية العامة للأمن الوطني إعادة دراسة خطتها لمواجهة بارونات المخدرات، وليس الاقتصار على خطط سابقة أصبحت متجاوزة في الوقت الحالي.
إن علاقات بارونات المخدرات متشعبة، فقد أصبح لها "أنيابا" ولها موالون، وبإمكانها أن تخضع حيا بأكلمه لسيطرتها، وتمنع رجال الأمن من الإقتراب منها، وحادثة طنجة الأخيرة أكبر دليل على خطورة هذه الشبكات وسطوتها.
هيبة رجال الأمن في خطر مع توالي مثل هذه الأحداث مما يفرض المواجهة بحزم.