سيطر خبر اتهام الزاز على عناوين الصحف المغربية الصادرة غدا الخميس، حيث أوردت يومية أخبار اليوم أنه "بعد يومين قضاهما لدى قسم الجرائم المالية والاقتصادية بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أحيل الزاز رفقة 11 شخصا آخرين، فيما لا يزال البحث جاريا عن عناصر أخرى كانت تشتغل مع الزاز في شركات أنشأها بالمغرب، ومهمتها التهريب الدولي للمكالمات”.
وتشير المعلومات الأولية، حسب الجريدة ذاتها، إلى أن الزاز متهم بإنشاء 6 شركات مهمتها تحويل المكالمات الدولية إلى مكالمات وطنية، وتقوم شركاته باستخلاص الفارق من عملية التحويل التي تتم عادة بأسعار تفوق الأسعار الوطنية".
أما الصباح فأضافت أن "الموقوفين الذين جنوا أموالا قدرت بأزيد من 37 مليارا أحيلوا على الوكيل العام للميك الذي أشرف على أبحاث استغرقت سنة ونصف سنة، وباشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالاستعانة بخدمات الفرقة الجنائية للأنتربول ومساعدة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات".
وحسب الجريدة دائما، "فإن هذه الشبكة تعد من أخطر شبكات تهريب المكالمات الدولية وقرصنتها، إذ تشتغل بشركات وهمية بعضها مستوطن في فرنسا، وأخرى في المغرب، ولها حسابات بنكية اعتمد في فتحها على عناوين للتمويه وسجلات تجارية مزورة، وهو ما فرض تتبع خيوط البحث لمسارات الشركات والأشخاص وإجراء انتدابات من أجل تتبع مكالماتهم ورسائلهم النصية، للوصول إلى أدلة دامغة تمنع إفلاتهم من الجرائم التي ارتكبوها".
فيما ذكرت يومية الخبر، أن "تحريك هذا الملف جاء بعد شكايات تقدمت بها كل من اتصالات المغرب ووانا وميديتيل، الفاعلين في مجال الاتصالات في المغرب لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ضد شركة تنشط في مجال تهريب المكالمات الدولية، لتحيل النيابة العامة الملف على الفرقة الوطنية".
نهاية الزاز
لقد بينت التحقيقات والمعطيات المتوفرة لحد الآن، أن الأمر يتعلق بشبكة كبيرة على جانب كبير من الدقة والاحترافية، والتمويه، كما أن جريمة القرصنة هذه تحولت إلى جناية بعدما تبين أن استعمالها يهدد أمن الدولة ككل، فالمتتبع للملف يعرف كيف أن هذا النوع من المكالمات تصعب مراقبته.
لكن كما يقال لا جريمة كاملة، فقد فضحت الرسائل النصية علاقات أطراف الشبكة، ولا أحد يدري ما سيكشف عنه هذا الملف الذي استغرق البحث فيه سنة ونصف.
من كان يتصور أن كريم الزاز ذلك الوجه المعروف في عالم المال والأعمال والذي تقلب في عدة مواقع مهمة، سيتحول إلى متهم بزعامة عصابة للقرصنة، ومن يدري قد يكون فشله في قيادة وانا بداية لهذا التحول الجذري في مساره.



