اهتزت ساكنة سيدي بولعلام، في الـ19 من نونبر الماضي، على وقع فاجعة مقتل 15 إمرأة وجرح أزيد من 30 ضحية أخرى، بعد أن كانت الضحايا مصطفات على عتبة باب الشيخ "عبد الكبير الحديدي" رئيس جمعية "إغيسي لحفظ القرآن الكريم والأعمال الإجتماعية"، للظفر بقفة غذائية لا تتجاوز قيمتها المالية 150 درهما، إلا أن الإزدحام الشديد والإقبال الكبير الذي فات توقعات المنظمين تسبب في مقتل بعضهن وإصابة أخريات رفقة أبنائهن.
بركة الشيخ وردود الفعل
بعد وقوع الفاجعة وجهت أصابع الإتهام إلى الجمعية المنظمة للمساعدات، بين مؤكد على أن العملية التنظيمية كانت فاشلة وغير مدروسة من طرف المنظمين وبين مؤكد على أن الواقعة "قدر" من الله، كما أشار إلى ذلك الشيخ عبد الكبير الحديدي، في تصريحاته الإعلامية، هذا من جهة، من جهة ثانية، العديد ممن تحدثوا لـle360، أشاروا إلى أن سر قدوم أعداد هائلة من النساء للمنطقة ليس فقط من أجل "قفة المساعدة" وإنما لنيل بركة شيخ دأب على توزيع هذه المعونات لمدة 7 سنوات.
الملك يدخل على الخط
لم تمر سوى ساعات قليلة على حادث التدافع حتى تدخل الملك محمد السادس، وأصدر أوامره إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين، مؤكدا أنه يشاطرهم آلامهم وسيتكفل بلوازم دفن الضحايا وبتكاليف علاج المصابين.
لجنة من الداخلية للتحقيق في الفاجعة
هول الواقعة وأثرها العميق على الرأي العام الوطني، دفع بوزارة الداخلية إلى تعيين لجنة خاصة من المفتشية العامة للإدارة الترابية، للإستماع إلى السلطات المحلية بإقليم الصويرة، وذلك من أجل الإطلاع على كافة الحيثيات المتعلقة بالحادث، ومراجعة وتدقيق جميع الإجراءات المتخذة في شأنه، وتقييم حصيلتها ورصد أية تجاوزات أو إخلالات محتملة وتحديد المسؤوليات.
وأكدت الوزارة من خلال بلاغ لها أنها حريصة على إبلاغ الرأي العام الوطني بكافة الخلاصات المتوصل إليها وكذا الإجراءات المتخذة على ضوء نتائج الأبحاث المنجزة في الموضوع.
فتح تحقيق قضائي
بدورها فتحت السلطات القضائية تحقيقا في الحادث الذي هز المغرب، تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات وقوعه، مع تحديد المسؤوليات.
ضحايا وناجون يروون لـle360 حيثيات الحادث
روى ضحايا الحادث في تصريحات مختلفة لـle360، كيف وقعت الفاجعة، إذ أكد معظمهم أن الآلاف من النساء تقاطرن على سيدي بولعلام، منذ 3 أيام قبل بداية توزيع المساعدات، منهن من قضى لياليه برفقة أبنائهن في عز البرد بالقرب من منزل الشيخ، للظفر بنصيبهن، إلا أن الجميع أجمع على أن سوء التنظيم وقلة الموارد البشرية المخصصة للعملية أدت إلى وقع الكارثة الإنسانية التي لم يسبق أن شهدتها المنطقة.
تشييع جثامين الفاجعة
في جو ملؤه الحزن والأسى، شيع أهالي الحادث الأليم، أقاربهم ومعارفهم بكل من مقابر الصويرة واقليم شيشاوة واشتوكة آيت باها، ومناطق أخرى، في وقت أكد العديد منهم أن جراح الفاجعة لن تندمل وأن مآسي الأسر ستستمر لا محالة حتى بعد مرور سنوات على ما وقع.
ثورة على مواقع التواصل الإجتماعي
بعد وقوع الحادث تداول معظم رواد المواقع الإجتماعية المغاربة، صور وفيديوهات ضحايا "لقمة العيش"، في وقت استنكر فيه العديد منهم الطريقة التي تعاملت بها الجمعية المنظمة مع العملية الإحسانية، بينما إختار آخرون التظاهر في مدن عديدة تضامنا مع أهالي الضحايا، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذه الواقعة.
محاكمة الحكومة داخل قبة البرلمان
من جانبها، نددت كل الفرق البرلمانية بمجلس النواب، بالحادث المأساوي، الذي عرفته منطقة سيدي بولعلام، مطالبة بتسريع وضع نظام موحد لدعم العائلات المعوزة، فيما طالب فريق الأصالة والمعاصرة من حكومة سعد الدين العثماني، تقديم استقالتها بعد هذا الحادث.
الفاجعة تطيح بالقائد الجهوي للدرك
أعفت القيادة العليا للدرك الملكي، بقيادة الجنرال، حسني بنسليمان، القائد الجهوي للدرك الملكي، عبد العزيز أعبادة وتعويضه مرحليا بالكولونيل الجهوي لإقليم الجديدة، بعد أن كشفت التحقيقات الأولية للحادث الذي هز المغرب تقصيرا ملحوظا للمسؤول المعفى، في وقت استمع فيه قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف بمراكش، لعامل إقليم الصويرة، بعد ان اتهم مواطنون رجال الدرك والقوات المساعدة بعدم تقديم يد المساعدة لهم أثناء وقوع حادث التدافع.
الملك يصدر أوامره بتأطير عمليات الإحسان العمومي
أعطى الملك محمد السادس، تعليماته لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ولوزير الداخلية وكذا القطاعات المعنية، بهدف إتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية قصد التأطير الحازم لعمليات الإحسان العمومي وتوزيع المساعدات على الساكنة المعوزة، مؤكدا في بلاغ صُدر بعد الفاجعة، أنه لا ينبغي القيام بتوزيع المساعدات دون تأطير متين يضمن أمن وسلامة المستفيدين والمحسنين.
وأضاف بلاغ وزارة الداخلية، أن الإطار القانوني التنظيمي الذي أمر به جلالة الملك يبقى ضروريا من أجل حماية التقليد العريق للتضامن والتكافل وضمان الأمن، مطالبا بعدم تشويه الوقائع، في هذه الظروف المأساوية، ولا المزايدة من خلال التذرع بحاجيات الأشخاص المعوزين أو تضخيمها بشكل مفرط.
الصحافة الوطنية والدولية في قلب الحدث
بدورها الصحافة الوطنية والدولية واكبت الحادث، بتقارير يومية، وبحضور وازن بعين المكان، حيث تقاطر العديد من صحفي القنوات المغربية والمنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية على سيدي بولعلام، إضافة إلى قنوات عربية وأوروبية، من أجل نقل وقائع الفاجعة لعموم المتتبعين داخل أرض الوطن وخارجه.
لكي لا تتكرر المأساة
دعت مجموعة من الفعاليات السياسية والجمعوية والنقابية بمختلف ربوع الوطن، بعد تعليمات الملك محمد السادس، الرامية إلى تأطير عمليات الإحسان العمومي، دعت إلى تفعيل ذلك على أرض الواقع وتقنين هذا المجال لكي لا تتكرر المأساة في مناطق أخرى بالمغرب.