يوم 11 غشت 1945، لذلك يعتبر شيخ البارونات رغم أنه حاول دائما أن يدبر امبراطوريته بعيدا عن الأضواء، إذ يعتبر أول مغربي انتقل من تهريب الحشيش من شمال المملكة، إلى اقتحام السوق الأمريكولاثينية، وربط علاقات كارتيلات كبيرة هناك لتزوده بالكوكايين.
وتدرج بن علي، في عالم المخدرات إذ منذ صغره وبحكم القرب من مليلية، بدأ يهرب الحشيش من شمال المملكة إلى الثغر المحتل من أجل بيعه للجنود الإسبان، ورغم صغر سنه إلا أنه كان يستعمل دراجة نارية صغيرة ويحمل فيها علب محشوة بالحشيش بعد ان يقوم بإفراغها.
وكانت هذه فكرة ذكية في ذلك الوقت لهذا لُقِّب من قِبل رفاق دربه بـ"لاكا" مقابل "ورنيش" بالعربية، المؤكد لحدود الساعة ان الأجهزة الأمنية اعتقلت البارون المغربي في مطار الجزيرة الخضراء قبل أيام قادما من مليلية.
واستنادا إلى تحقيق صحيفة "الإسبانيول" فإن عملية اعتقال المغربي، جاءت بعد ساعات من حجز طن من الكوكايين كان يحاول إدخاله إلى اسبانيا من أمريكا اللاثينية، إذ تم حجز كمية 960 كلغ في ميناء الجزيرة الخضراء محشوة في فاكهة الأناناس التي كان يستوردها من دولة الإكوادور، كما تم حجز في عملية أمنية موازية 30 كلغ من الكوكايين محشوة في الأناناس مستوردة من دولة كوستاريكا، يقال إن قيمة تلك الكميات تفوق 35 مليار سنتيم.
وتردف الجريدة إلى أن الأمن حجز أثناء تفكيك هذه المنظمة الإجرامية الدولية التي وصفت بالخطيرة، 180 مليون سنتيم نقدا، ومجوهرات بقيمة 200 مليون سنتيم، و15 عربة، وأصفحة ووسائل إتصال والرصد، إلى جانب الحجز على 57 عقارا في ملكية عائلة البارون، والتي يعتقد أن قيمتها تتجاوز 7 ملايير سنتيم، وتجميد ملياري سنتيم في حسابات البارون وأسرته.
البارون المغربي تلقى ضربة موجعة أخرى بعد اعتقال زوجته وابنه محمد و3 من أبنائه وكل أصهاره، أحدهم يشتغل في سلك الأمن الإسباني، والذي يعتبر رجل البارون لدى الأمن، كما لديه علاقات مع برلمانيين، كما اعتقل أيضا 3 مقاولين اسبان كانوا يساعدونه في اللوجيستيك.
صحيفة "الموندو" أشارت إلى أن المغربي يعتبر واحدا من أقطاب المخدرات المخضرمين منذ سبعينيات القرن الماضي، أي أكثر من 40 عاما من التجربة، ولم يسقط في قبضة الأمن، لأن الجميع يعرفه كرجل أعمال ناجح، اختار العيش في المنتجع السياحي "لاكوصتا يدل الصول" في مالقة، حيث كان يدبر شركة للعقار بمساعدة من أفراد أسرته.
غير أن هذه المشاريع، تضيف اليومية، لم تكن سوى غطاء لحجب مشروعه الحقيقي، وهو الكوكايين، إذ كان المغربي يعيش برفقة عائلته حياة البذخ والرفاهية من خلال إمتلاكه في مليلية فقط قصرا فخما من 4 طوابق، واحد من مصابيحه تبلغ قيمته 24 مليون سنتيم، كما أنه فتح صيدلية في مدينة مالقة بقيمة 4 ملايير سنتيم، كما يتوفر في المغرب على ثروة من الأموال واستثمارات في العقارات، حسب ما أوردته الإسبانيول.
وأكد المحققون الإسبان أن الإحتياطات الأمنية التي كان يتخذها البارون المغربي، جعلت عملية إسقاطه تتأخر لسنوات، فالمغربي يسافر مثلا، 400 كلم في الطريق السيار رفقة ابنه أو أحد مساعديه، وبسرعة تقدر بـ230 و250 كلم في الساعة، قبل ان تقترب منهما سيارة أخرى تسير بنفس السرعة، وفي خط موازي، حيث يتحادثون لمدة 37 ثانية وينتهي الحديث.
لهذا تشير الجريدة، دوما ما يعود المحققون الذين يتعقبونه خائبين فالرجل لا يتحدث عن امبراطورية الكوكايين عبر الهاتف أو أي وسيلة قد تقود إليه الأمن، يحب إتمام كل الصفقات على أرض الواقع.
وكان البارون يفرق الأدوار والمهام بين خدامه المخلصين بعناية، هم في الغالب من العائلة، إذ يتكلف صهره الأمني بتدبير شؤون الإمبراطورية في اسبانيا، فيما ابنه محمد مكلف بالعلاقات الخارجية، إذ يسافر دوما إلى مجموعة من دول أمريكا اللاثينية لإتمام الصفقات مع كارتيلات الكوكايين هناك.