خلية سبتة توحد استخبارات المغرب وإسبانيا

DR

في 28/06/2013 على الساعة 19:46, تحديث بتاريخ 29/06/2013 على الساعة 01:45

أقوال الصحفلم يكن خبر تفكيك الخلية المغربية التي تصدر المجاهدين لسوريا بالأمر المفاجئ، فمنذ شهور بدأ يتكرر الحديث عن مغاربة أو عن أشخاص من أصول مغربية يتحدرون من شمال المملكة، فمن تكون هذه الخلية التي تجندت ضد بشار الأسد؟

خصصت يومية أخبار اليوم الصادرة نهاية الأسبوع صفحة كاملة للحديث عن القصة الكاملة لهذه الخلية، التي تطلب تفكيكها أزيد من أربعة أشهر من العمل والتنسيق بين الأمنين المغربي والإسباني. وعادت الجريدة إلى التحقيقات التي قادتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع هذه العناصر بداية يناير الماضي، وكشفت عن وجود خلية تعمل بشكل مكثف مركزها مدينة سبتة المحتلة، ويتمركز أعضاؤها بحي برانسيبي وبمقابل التحقيقات التي كانت تقودها الفرقة الوطنية، كانت عين الحرس المدني الإسباني، على هذه الخلية وكل تحركاتها.

وعاد الملف بشكل كرونولوجي، ليوضح تفاصيل تفكيك الخلية، إذ سُمع هدير مروحيات تحلق في حي الأمير، ولم يفهم السكان سبب تحليق المروحيات، لتحل كتيبة الأمن الإسباني مدعومة بفرقة خاصة جيء بها من العاصمة مدريد. واستهدفت مداهمة الحي بيوت المتهمين الثمانية، ستة منهم تم إيقافهم داخل بيوتهم فيما اثنان آخران حاولا الفرار، لكت تم إيقافهما عند الحواجز التي وضعتها الشرطة في مداخل الحي، وحتى في بعض المسالك الضيقة التي تؤدي إليه . وكشف مقال أخبار اليوم عن هويات المتهمين، حيث يتحدرون من المغرب، وبالضبط من أقاليم الشرق: الناظور والحسيمة، وهم مقيمون في مدينة سبتة المحتلة منذ أن قدموا إليها صغارا، بل منهم من ولد بها.

وفي السياق نفسه، ذهبت جريدة المساء، التي جاءت بخبر إصدار قاضي الغرفة الثانية في المحكمة الإسبانية العليا، أول مذكرة اعتقال في حق شخصين من سبتة يعتبران من أخطر أعضاء الخلية التي تم تفكيكها. ومن جهة ثانية، كشفت المساء نقلا عن مصادرها، تسهيل تحركات عناصر الاستخبارات الإسبانية في تطوان، والفنيدق، كما يتم تسهيل عمل نظرائها المغاربة في مدينة سبتة، في إطار تنسيق أمني إسباني مكثف بهدف اعتقال العناصر الفارة إلى المغرب كما لم تستبعد المصادر ذاتها أن تطال الاعتقالات عناصر أخرى سواء في المغرب أو سبتة، التي لها ارتباطات بالخلية المفككة.

خلايا الشمال

لعل العنوان البارز في ملف خلية سبتة، هو التعاون الاستخباراتي المغربي الإسباني، فالمغرب كان سباقا إلى معرفة خيوط الخلية التي كانت متمركزة بسبتة. ويحسب للاستخبارات المغربية أنها اجتهدت في فك شفرات الخلية، بعدما وصل إلى علمها وجود عناصر مقاتلة في جبهة النصرة تنحدر من أصول مغربية، وبالضبط من سبتة، لتقدم ثمرة عملها للاستخبارات الإسبانية التي احتلت الواجهة في إعلان الخبر.

لا شك أن تفكيك خلية سبتة، ما هو إلا بداية لحل لغز استقطاب الشباب المغاربة للقتال ضد بشار الأسد، فهذه الخلية منطقي أن لها امتدادات في شمال المملكة، والأكيد أن الحديث الذي كثر منذ اندلاع الثورة السورية عن توجه مغاربة يتحدرون من مدن الشمال للقتال في سوريا كانت إشارة التقطتها آذان العناصر الاسخباراتية سواء في المغرب وإسبانيا، فكان لا بد من الإيقاع بالرأس المدبرة، ولن نستغرب إذ تم تفكيك خلايا أخرى في القريب العاجل.

في 28/06/2013 على الساعة 19:46, تحديث بتاريخ 29/06/2013 على الساعة 01:45