انطلق تحقيق المساء، من سؤال حول شكاية أحد فقهاء الأحياء الشعبية بالحسيمة ضد مواطن أمريكي قال إنه "شك في سلوكاته وتصرفاته"، لتصل إلى السؤال الأكبر وهو: هل هناك شبكات تبشيرية بمنطقة الريف لديها امتدادات عالمية، لكنها تعمل دون أن تترك اثرا ناصعا لنشاطاتها؟"
وتخبرنا المساء، على لسان أهل المنطقة أن " الأمريكيين المتواجدين بجماعة آيت قمرة، جاؤوا إليها بعد فاجعة الزلزال الذي هز إقليم الحسيمة سنة 2004، ليقترح الأمريكيون أن يساهموا في تقديم الدعم المباشر للسكان من أجل إعادة إعمار المنازل المنهارة، مضيفة " أن هناك العديد من المؤشرات التي تقول إنهم كانوا يقومون بأعمال تبشيرية، كالمباني التي يشيدونها دون ترخيص، وإصرارهم على البقاء الذي يبعث على الشك والارتياب، كما كانوا يقومون بلقاءات خاصة يمارسون فيها طقوسهم التعبدية بحضور بعض النساء اللواتي استفدن من خدماتهم".
ونقرأ في التحقيق ذاته أن " توجيه الاتهامات للأمريكيين حيلة مدروسة، حيث شكل هذا الأمر مجاالا خصبا لاستنبات الإشاعة في مدينة صغيرة تنتشر فيها الأخبار كانتشار النار في الهشيم، حيث كان الإسبان سباقين إلى ممارسة التبشير بمنطقة الريف، عبر تقديم المساعجات من خال دعم للجمعيات وتقنينه، انطلاقا من مدينة مليلية المحتلة، والتي تستهدف الكثير من مدن الشمال التي كانت تحت الاستعمار الإسباني".
موضوع مثار جدل
في التحقيق الذي قامت به المساء، سؤال واحد يمكن أن يقود إلى كل شيء: العمل الإنساني الذي يقم به الأمريكيون والإسبان في مناطق متفرقة من الريف من أين يستمد دعمه، ومن يسنده؟ كم من الأموال خسر الأمريكيون فيما يسمى بالعمل التطوعي؟ كم من الدعم قدمه الإسبان للجمعيات وبعض التعاونيات؟
لا يمكن أن يصدق أحد أن الشبكات التبشيرية تشتغل بشكل فردي وبجدون تنسيق مع شبكات دولية هدفها الوحيد والأوحد الترويج لدين دون غيره باستعمال وسائل مشروعة، فالمعطيات تقول إن هؤلا يتلقون دعما غير منقطع من شبكات لها امتدادات دولية وتشتغل في أكثر من موضع في المغرب والبلدان المجاورة. لكن لا أحد غير التقارير الأمنية يمكنه الحسم في قضية التبشير من عدمها.