Le360 يعيد كرونولوجيا فاجعة الصويرة

مسرح فاجعة سيدي بولعلام

مسرح فاجعة سيدي بولعلام . DR

في 21/11/2017 على الساعة 11:16

بعد فاجعة مقتل 15 امرأة وإصابة 8 أخريات، اثنتان منهن في حالة وصفت بالحرجة، عاد الهدوء صباح اليوم الثلاثاء ليرخي بظلاله على منطقة سيدي بولعلام الواقعة بنفوذ إقليم الصويرة، في وقت ما تزال أسر الضحايا تتلقي تعازي الساكنة ومعها الوفود الرسمية وغير الرسمية التي حلت بالجماعة، طيلة اليومين الماضيين.

سيناريو الأحداث

بالعودة إلى تفاصيل الحادث الأليم الذي هز المنطقة ومعها المغرب، فقد عاشت ساكنة سيدي بولعلام يوما عصيبا، في حدود منتصف نهار أول أمس الأحد، بعد أن تسبب التدافع الكبير بين نساء قادمات من أقاليم الصويرة وشيشاوة ومراكش واشتوكة آيت باها، في مصرع 15 امرأة على الفور وإصابة نحو 30 أخريات، منهن 8 حالات نقلت على وجه السرعة إلى مستشفى الصويرة ومراكش من أجل تلقي العلاجات الضرورية.

رحلة الاصطفاف

على بعد على 3 أيام من انطلاق عملية توزيع الإعانات، تقاطرت على جماعة بولعلام آلاف النساء من مختلف الأعمار، فقرر البعض منهن المبيت في العراء من أجل الحصول على "قفة" تقيهن شر الفقر الذي تتخبط فيه ساكنة المنطقة، إلا أن برودة الجو ليلا وارتفاع درجة الحرارة نهارا أنهك أجسادهن وأجساد أبنائهن.

بَرَكة الشيخ

لعل اللغز المحير في هاته الواقعة، هو لماذا توافد ذلك العدد الكبير من البشر من مناطق بعيدة من أجل الحصول على قفة لا تتعدى قيمتها 150 درهما؟ 

التفسير حسب أهالي المنطقة، يكمن في كون هؤلاء توافدوا بالآلاف، من أجل نيل "بركة" الشيخ، الذي اعتاد على توزيع المعونات الغذائية في مثل هذا الوقت منذ سبعة أعوام.

الرجل نفسه قال في تصريح صحفي إنه تفاجأ بالعدد الهائل الذي توافد أمام بيته، وأوضح أن التدافع وقع بسبب خوف بعضهم من أن تنقضي القفة قبل أن يحل دوره فوقع ما وصفه بـ"قدر الله".

الفاجعة

لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مسيرة 3 أيام من المبيت في العراء من أجل لقمة العيش، حسب تصريحات الساكنة لموفد le360، أن تتحول إلى مأساة في ظرف دقائق معدودة، حيث تزاحمت وتدافعت النساء فيما بينهن للحصول على ما يقدمه الشيخ عبد الكبير الحديدي، قبل أن تتطور الأحداث إلى ازدحام شديد بين صفوف المستفيدات، لتبدأ رحلة الهروب من جحيم بؤرة نسائية مشتعلة إلى مكان أبعد من بيت الشيخ قد ينقذهن من الاصطدامات والتدافعات الكبيرة.

وتسبب التنظيم السيء الذي لازم عملية توزيع هذه المساعدات في مقتل 15 امرأة وإصابة نحو 30 أخريات، 6 منهن نقلن إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة واثنتين إلى مستشفى مراكش لخطورة إصابتهن، فيما البقية تلقين الإسعافات الأولية في عين المكان لعدم خطورة إصابتهن.

الساكنة متذمرة

في تصريحات مختلفة لـle360، عبرت ساكنة المنطقة عن استيائها الشديد مما وقع، مؤكدة أن سوء التنظيم وقدوم نساء من مناطق بعيدة جدا، ساهم بشكل كبير في وقوع الفاجعة، في حين حمَّل آخرون المسؤولية لجمعية "إغيسي لحفظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية" التي يترأسها المقرئ عبد الكبير الحديدي.

ردود فعل الحديدي

بعد ساعات من لزومه الصمت خرج عبد الكبير الحديدي، رئيس الجمعية المنظمة، قائلا إن ما وقع "قدر من الله" ولا يتحمل فيه المسؤولية، مؤكدا أن عمله الخيري يسعى إلى توفير بعض الحاجيات الأساسية للمواطنين، إلا أن تسابق المستفيدين على هذه المواد الغذائية بشكل غير منظم، أدى إلى التدافع فيما بينهم.

استنفار أمني غير مسبوق

من جهتها استنفرت القيادة الجهوية للدرك الملكي والوقاية المدنية بجهة مراكش آسفي، جميع عناصرها من أجل إسعاف المصابين ونقل الموتى إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالصويرة، قبل أن يحل بالمنطقة، والي الجهة وعامل إقليم الصويرة وشخصيات أخرى، في زيارة تفقدية لمكان وقوع الحادث.

جماعة بلا بنيات تحتية

وجدت العديد من أسر الضحايا صعوبة كبيرة في إسعاف أقربائها لوعورة تضاريس المنطقة ولانعدام البنيات التحتية اللازمة، من طرق ومراكز صحية للقرب وافتقار المتوفر منها لأبسط التجهيزات الطبية، إضافة إلى نذرة المياه الصالحة للشرب وانعدام الكهرباء وتفشي البطالة بشكل كبير في صفوف شباب المنطقة، إذ أكد معظمهم لموفد le360، أن البطالة والفقر من العوامل الأساسية التي تسببت في هذه الكارثة الإنسانية.

صحافة من بقاع مختلفة

توافد منذ الساعات الأولى على مكان حادث التدافع ولحدود اللحظة، العشرات من الصحفيين من مدن مغربية ودول مختلفة، من أجل تغطية الحدث الأليم الذي هز المنطقة والمغرب برمته، حيث عاين صحفي le360، العديد من ممثلي المنابر الإعلامية الوطنية والدولية وهم يحضرون لمواكبة آخر تطورات الفاجعة.

هدوء بعد يومين على الفاجعة

عاد الهدوء بشكل تدريجي إلى منطقة بولعلام بعد يومين من الغليان في صفوف الساكنة وأسر الضحايا، وعاد التجار لممارسة تجارتهم وعادت وسائل النقل لتحرك عجلاتها من جديد بعد شلل تام أصابها خلال اليومين الماضيين، في وقت تنتظر فيه الساكنة ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات التي فتحتها وزارة الداخلية لتحديد المسؤوليات في حادث التدافع، تطبيقا لتعليمات الملك محمد السادس.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 21/11/2017 على الساعة 11:16