ويتساءل عدد كبير من المغاربة عن الأسباب النفسية والاجتماعية الحقيقية الكامنة وراء تموقع بلدهم في هذه المرتبة المتقدمة على مستوى مشاهدة الأفلام الجنسية، راغبين حقا في معرفتها، لأنه إن تم ذلك، ربما يتم التعرف أيضا على خطورتها، وبالتالي قد تقتنع فئة واسعة من المواطنين بضرورة الإقلاع عنها.
وحول هذا الموضوع، قال أستاذ علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، في تصال هاتفي مع "Le360": "إن هذه الإحصائيات لم تتغير منذ 5 خمس سنوات، وذلك يعني أن الوضع بالمغرب لم يتحسن، والإشكال في الأمر لا يكمن فقط في كيفية تعاطي المغربي للأفلام الإباحية، بل يتمثل في طريقة اسنخدامه للشبكة العنكبوتية بصفة عامة".
وأضاف: "حينما نتحدث عن التكوين، نتحدث عن الهدف والغاية من أي فعل إنساني، كيفما كانت طبيعته، وحينما نفتقد الغاية التي من أجلها نقوم بالفعل، ففي تلك تظهر الميولات، وبالتالي هنا ينبثق السؤال: هل مازال المغربي يتعامل برشد تام حينما يكون بمفرده؟".
وأردف بنزاكور: "إن الانسان المغربي سواء كان مراهقا أو راشدا أو حتى متزوجا، فإن تعامله مع الجنس دائما ما يكون بصورة مخفية، وهذا يعد بمثابة خلل، لأن ذلك يعني أن الفرد لم يتصالح مع جسده، ولم يتلقى تربية جنسية، ولم يعرف حدود ما نسميه بـ "السلوك الملتزم في الحب أثناء العلاقة مع الآخر" قبل أن يكون الفعل "ميكانيكيا"، وكل هذه الأشياء فهي غائبة تماما عن الفئة المتعاطية للأفلام الإباحية".
وأشار أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى أن المواطن المغربي، سواء في إطار الزواج أو خارجه، يمارس الجنس فقط من أجل الجنس، وهنا تبدأ الخطورة، حيث إنه أثناء ممارسته يكون بصدد التعبير عن علاقة سامية بينه وبين الآخر، محاولا إعطاء عربون حب قصد توطيد تلك العلاقة، مكتفيا بالنظر إلى الجنس فقط كأسلوب ميكانيكي، ومادام كذلك فهو يتطور إلى أن يصل أسلوبه لمرحلة الإدمان، وبالتالي تجده دون أن يشعر يذهب إلى تلك المواقع".
وواصل بنزاكور: "هنالك مسألة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي كيف يمارس الإنسان المغربي المتعاطي للأفلام الإباحية حياته الجنسية، هل فعلا أثناء ممارسة الجنس تتم تلبية رغبات الطرفين؟ فحينما يغيب ذلك، تجد الفرد يبحث عن بديل يتمثل في الأفلام الإباحية، لأنه في اعتقاده قد يجد فيه متعتعه التي لم يجدها في الممارسة الحقيقية".
وتابع بنزاكور سرده لأسباب لجوء مغاربة إلى مشاهدة الأفلام الإباحية بالرجوع إلى تفسير إحصائي محض، وهو تراجع نسبة الزواج بالمغرب، العامل الذي يجعل تلك الأفلام تظهر كوسيلة من وسائل تلبية الشهوة الجنسية.
وأكد بنزاكور أن مسألة الخوف من الأمراض الجنسية هي أيضا تعتبر عاملا أساسيا يجعل مغاربة، شبان وفتيات، يلتجؤون إلى الاستمناء عن طريق تلك الأفلام".
أما آخر سبب ذكره أستاذ علم النفس الاجتماعي، خلال ذات الاتصال، فهو وجود أزواج يعانون من العجر الجنسي، يجدون أنفسهم قد وصلوا إلى مرحلة الحاجة إلى مثل تلك الأفلام، وبالتالي يتوجهون إلى مشاهدتها دون الاطلاع على أضرارها الخطيرة جدا".
واختتم بنزاكور تفسيراته العلمية لقراء Le360 الأوفياء، بالإشارة إلى أن الإشكال الوارد في إحصائيات "أليكسا" يكمن في أنه لم يشر إلى معطى مهم جدا، وهو "ما هي الفئة الأكثر تعاطيا للأفلام الإباحية"، هل هم المراهقون أم المتزوجون أم العانسون والعانسات، فلحدود الساعة نحن نعرف أن المغرب من ضمن البلدان العالمية الأولى المتعاطية باستمرار للمواقع الجنسية، إلا أننا لازلنا لم نتعرف تحديدا على الفئة الاجتماعية الأكثر إدمانا.