في مركزه الواقع وسط حي الأسرة بالدار البيضاء، لم يكن عصيا علينا أن نجد مركز الصارم البتار، فشهرته باتت أوسع مما نتخيل، فيكفي أن تذكر اسم الراقي عبد العالي بالحبيب، حتى تجد نفسك وسط مركز تضاهي تجهيزاته وحداثته أكبر المصحات.
اختار عبد العالي أن يتفرغ للرقية الشرعية منذ ما يربو عن ثلاث سنوات، مزاوجا عمله كراق شرعي ببيع الأعشاب الطبية وعمليات الحجامة.
حينما حل Le360 بمركز الصارم البتار، في حدود العاشرة صباحا، كانت قاعة الانتظار تعج بالسيدات اللواتي يمنين النفس بأن يحصل العلاج بالرقية الشرعية على يد الراقي بالحبيب. وعلى كل واحدة منهن أن تدفع مبلغا يقدر بـ150 درهما للحصة الواحدة.
تصوير ومونتاج: خليل السالك
يفضل الراقي بالحبيب في علاجه لزبنائه استعمال مكبر للصوت يقرأ به ما تيسر من آيات قرآنية، وسط قاعة جهزت بأحدث تقنيات الإضاءة والتصوير، فيضع زبونته التي تعاني حسب زعمها من مس أو سحر، لينتقل بعد ذلك لتلاوة آيت بعينها لطرد الجن منها.
يركز الراقي بالحبيب أن يفرق بين من يعاني من الأمراض العقلية او النفسية وبين من يعاني من "مرض روحي"، لهذا تجده يؤكد على التشخيص أولا، ليستبين ما إذا كان الزبون يعاني من الصرع، في هذه الحالة، ينصحه بالتوجه لأقرب طبيب مختص. أما إذا لم يأت العلاج على يد الطبيب، فحينها يتدخل بالحبيب ويقوم بالرقية الشرعية، التي يؤكد أنها ذات مفعول كبير على من يعاني من المس.
تفيض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصفحات نبتت كالفطر، كلها تبتدئ بلازمة الراقي المغربي، التي أضحت علامة تجاربة تجلب الزبناء من أقاصي الأرض، فكلمة "فقيه" لم تعد تفي بالغرض ولطخت سمعتها باقترانها بأعمال للنصب والفضائح وخلاف ذلك.
رغم أسمائهم التي لا تخطؤها عين، وفيديوهاتهم التي تحتل واجهة موقع يوتوب، لم تتحرك السلطات المغربية حيال الرقاة الشرعيين لا بالسلب ولا بالإيجاب، فلاهي تدخلت لتنظيم القطاع، إن كان من ورائه طائل وصدقت فعاليته في علاج الزبناء، ولا هي تدخلت لردع النصابين، إذا كان فعلا مجال الرقية الشرعية في آخر المطاف إلا تجارة لسلعة باتت مطلوبة بقوة في هذه الأيام اسمها الدين.



