غبار بلون السواد
غبار بلون أسود، يعتلي اسطح المنازل القنيطرة في كل ليلة، «نضطر إلى التنظيف أكثر من مرتين في اليوم، ويصعب علينا ترك الأطفال في الأسطح »، يضيف مواطن من مدينة القنيطرة.
أمام هذا المعطى المقلق، دقت عدد من جمعيات حماية البيئة ناقوس الخطر، مؤكدة أن الظاهرة تتسبب في مشاكل صحية للمواطنين، خاصة للأطفال الصغار وكبار السن.
جميعات تنتفض
وطالبت جمعيات المجتمع المدني بإيجاد حل لظاهرة الغبار الأسود التي يعاني منها سكان المدينة، الذي أطلقوا منذ سنتين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتدخل الحكومة لإغلاق المحطة الحرارية.
تصوير ومونتاج: يوسف الحراق
وأكد مصطفى الزراولي، مستشار بجمعية الغرب للمحافظة على البيئة والكاتب العام لفيدرالية الجمعيات بالقنيطرة، أن الوضع البيئي بمدينة القنيطرة أصبح مقلقا للغاية، وكل أصابع الاتهام تشير إلى أن مصدر الغبار الأسود هو المركب الحراري لتوليد الكهرباء التابع للمكتب الوطني للكهرباء ».
من جهته، قال محمد بلاط، رئيس الهيئة المحلية لمتابعة الشأن المحلي بالقنيطرة، أنه شخصيا تعرف على عائلات يعاني أفرادها بشكل يومي من تداعيات هذا الغبار، حيث أصيبوا بأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي، وأصبحوا يجدون صعوبة التنفس ليلا.
مكتب الكهرباء يوضح
أصابع الاتهام توجهت بشكل مباشر إلى المحطة الحرارية، التي أنشأت بالمدينة في نهاية السبعنيات من القرن الماضي، والتي يشتغل بها 226 متعاونا.
وفيما يشبه ردا على تساؤلات مواطني مدينة القنيطرة، أوضحت خلية التواصل بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في تصريح لـLe360، أن المكون البيئي يحتل مكانة مهمة، في إطار الاستراتيجية المتعلقة بصيانة المدخنات واستغلال المنشآت التي ينهجها المكتب الوطني للكهرباء.
وأضاف المصدر ذاته، أن الوحدات الإنتاجية بالمحطة الحرارية المذكورة، يتم استغلالها وصيانتها وفقا للأسس العلمية وحسب التعليمات الرامية إلى تحسين المردودية الطاقية لهذه الوحدات والتقليص من نسبة انبعاثاتها.
وكشف المكتب الوطني للكهرباء، أن المحطة الحرارية بالقنيطرة حازت سنة 2013 على شهادة «إيزو 9001V2008 » بخصوص مختبرها الخاص بالتحاليل الكيميائية ومراقبة جودة المحروقات، مشيرا إلى أنه يجري إرساء نظام للدبير البيئي حسب المعيار الدولي «إيزو 14001 ».
كما أضاف المصدر ذاته، أن المحطة حصلت على جائزتي اعتراف عن السلامة بالشغل في نسختيها 2014 و2015 وجائزة الوقاية لسنة 2015.
وزارة البيئة تتحرك
كانت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، نزهة الوافي، قد أكدت خلال مداخلة بالبرلمان، ماي الماضي، أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات عملية للحد من ظاهرة انتشار الغبار الأسود بمدينة القنيطرة.
وشملت هذه الاجراءات القيام المختبر الوطني للبيئة بحملة لقياس جودة الهواء بمدينة القنيطرة من 13مارس إلى5 أبريل 2014، أكدت نتائجها أن قياسات ملوثات ثـاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والأوزون تحترم الحدود القصوى لجودة الهواء المقننة، في حين أن كمية المواد العالقة تتجاوز المقاييس المحددة.
كما تم إنجاز المسح الخرائطي لانبعاثات ملوثات الهواء بمدن القنيطرة، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان الذي مكن من جرد المقذوفات الهوائية الناتجة عن وسائل النقل والوحدات الصناعية.
وأكدت الوزيرة، أنه يتم حاليا إعداد خطة عمل لتحسين جودة الهواء وتقليص هذه المقذوفات الهوائية والذي سيتم تقديم مضامينه للفاعلين المحليين في نهاية هذه السنة.