حضور مغربي "رمزي" في ذكرى مقتل الإمام الحسين بكربلاء

DR

في 30/09/2017 على الساعة 20:49

عشية تخليد واقعة كربلاء التاريخية التي حدثت 10 محرم سنة 61 للهجرة الموافق للعاشر من أكتوبر 680 ميلادية، تحول ضريح الإمام الحسين إلى محج من ما لا يقل عن 140 بلد يعرف تواجدا شيعيا سواء لطوائف أو لأفراد، حسب السلطات العراقية، بين هؤلاء نجد حضورا رمزيا لعشرات المغاربة من أتباع المذهب الشيعي.

بات حضور بعض الشيعة المغاربة لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين مشهدا اعتياديا، حيث حج في السنة الماضية ما لا يقل عن 300 مغربي سواء من أتباع الشيخ عبد الله الدهدوه، رجل الدين المغربي الشيعي المقتول ذات مارس من عام 2013، سواء من المتواجدين بطنجة أو أولئك من أبناء الجالية المغربية ببلجيكا.

وعلم Le360 من مصادر محلية بطنجة، أن هذه السنة أيضا ستعرف تواجدا مغربيا، لا يقل عن 300 شخص، شدوا الرحال إلى مطار النجف الأشرف منذ فاتح محرم الجاري، سواء عبر رحلات عبر تركيا أو من رحلات تنطلق من بروكسيل، ومنهم من سيظل مقيما بكربلاء إلى حدود إحياء أربعينية الإمام الحسين، التي تعرف حضورا كونيا للتعبير عن الحزن في واقعة كربلاء الشهيرة.

حضور مغربي رمزي

وعن الحضور المغربي بكربلاء، يقول الباحث في الشأن الشيعي إدريس هاني في حديث مع Le360 " إن مسألة الاحتفالات طبيعية مثل أي موسم، وهي في مجملها تمثلات خفيفة دون أن كون هناك تجمعات رسمية، أما بخصوص الحضور المغربي بكربلاء فهو رمزي، ولن يغير حضور هؤلاء المغاربة في المعادلة شيئا، ففي بحر من الشعوب المختلفة في هذا الحدث الكوني يظل الحضور المغربي مهملا مقارنة ببعض البلدان التي تعرف تواجد طوائف شيعية حقيقية، أما بخصوص المغرب فوجب التمييز بين كلمة طائفة شيعية بمعنى الكلمة، وبين أفراد ذوو قناعات تزيد أو تنقص قليلا، فليس هناك وجود اجتماعي كامل".

وحول طقوس احتفال الشيعة المغاربة بذكرى واقعة كربلاء، يقول إدريس هاني "إن الاحتفالات تقوم على أن هناك وضع اجتماعي، وهي تحتاج لشروط سوسيوثقافية، تأتي ما بعد القناعات، وهذا ما لا يوجد في المغرب، فما يوجد هو احتفالات خاصة لا تأخذ الطابع الرسمي، معتبرا أن " بالتدوير المستمر لهذه المعلومة، اصبحت وكأنها حقيقة، فهذه الاحتفالات لا يمكن أن تهز البنية السوسيوثقافية، فهي حدث عابر، فكما يمكن للبعض أن يجتمع على الماريخوانا يمكن ان يجتمع على أناشيد ولطميات شيعية".

وعن تراجع مضايقات السلطات لأتباع المذهب الشيعي بالمغرب، يقول المتحدث " إنه طالما أنك لا تقوم بشيء يعكر صفو الوضع، أنا لا أرى شيئا من هذا القبيل، بالرجوع الى قضية عاشوراء بنظري هناك مراسيم أكثر من كربلاء بقلي من سيمنعني من أحزن؟ تسألون أين يحتفل الشيعة المغاربة بواقعة كربلاء؟ هناك احتفال ضخم بقلبي فمن سيمنعني؟ عاشوراء، مناسبة للتذكر، فهناك شريحة من المجتمع يرون في المناسبة حزنا تاريخيا، وبعض المناطق المغربية تحزن لأن الظاهرة تحولت الى منطقة اللاوعي، وهناك من يحزن عن وعي، وهذا هو التشيع العميق بالمغرب".

حضور مغربي سابق بكربلاء

أصل الحكاية

في يوم الاثنين العاشر من شهر محرم سنة 61ه، الموافق 12 أكتوبر 680م، جرت حادثة كبرى في أرض كربلاء، بالعراق، وهي مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب وجماعة من أهله وأصحابه على يد الجيش الأموي، الذي اعترض طريق الحسين ومن معه أثناء توجههم للكوفة.

تُعتبر هذه الحادثة من أهم التحولات التي جرت في التاريخ الإسلامي كله، فمقتل الحسين حفيد الرسول، وابن ابنته فاطمة الزهراء بتلك الطريقة البشعة، مثّل صدمة كبرى للمسلمين. وبات المسلمون سنة وشيعة، يستذكرون مأساة أهل بيت نبيهم، كلما حلت بهم ذكرى عاشوراء، ومنذ ذلك الحين حدث انقسام بين المسلمين لا تزال نتائجه ظاهرة إلى اليوم، بعد أن برزت طائفة الشيعة التي جعلت من الحسين رمزا لها، ووضع تاريخ عاشر محرم كيوم لاستحضار هذه الواقعة.

وتختلف المصادر التاريخية بشكل كبير في تحديد اسم قاتل الحسين، لأن جماعة من الجيش الأموي اشتركت في قتله. لكن مع ذلك يبقى "شمر بن ذي الجوشن"، هو الاسم الذي تذكره معظم الروايات على أنه الشخص الذي أجهز تماماً على الحسين وقطع رأسه وفصله عن جسده.

الخلاف السني الشيعي

يرجع أصل الخلاف إلى مسائل فقهية وفتاوى مذهبية مرتبطة بالفروع أساسا أما الأصول والعقائد فهي واحدة.

بداية الخلاف جاءت مع أول فتنة تمر بالأمة الإسلامية وهي الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان. فحادثة مقتل عثمان تسببت في حدوث نزاعات بين الإمام علي بن أبي طالب الذي تم مبايعته كخليفة رابع وبين معاوية بن أبي سفيان والي الشام حول موضوع القصاص من قتلة عثمان.

أي أن الخلاف نشأ كخلاف سياسي بين وجهتي نظر حول قضية لا خلاف عليها وهي القصاص من قتلة عثمان بن عفان لكن كان لكل منهما وجهة نظره بين تماسك الدولة ثم القصاص أم القصاص ثم تماسك الدولة.

من بين نقاط الخلاف موضوع العصمة. فيرى الشيعة أن الله منح العصمة من الخطأ للأنبياء ثم للأئمة حتى يكونوا مرجعا ودليلا للأمة. بينما يرى أهل السنة أن العصمة هي للأنبياء وحدهم. من هنا فإن الشيعة لا يأخذون عن الصحابة لأنهم مختلفون في الرأي والاجتهاد لكنهم يأخذون عن الأئمة الاثنى عشر من أهل البيت.

نقطة خلاف ثالثة تتمثل في صحابة رسول الله. فالسنة والشيعة يرون أن الصحابة هم بشر يصيبون ويخطؤون، لكن الخلاف يكمن في أن الشيعة يعتقدون أن من بين الصحابة العادل الفاضل ومن بينهم المنافق الفاسق. على الجانب الآخر فالسنة يرون أن الصحابة كلهم عدول فضلاء لكن هناك درجات لعدلهم وفضلهم فيقولون أن أفضل البشر بعد الأنبياء هو أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي وهكذا.

رابع نقطة خلافية تأتي في أمهات المؤمنين. فالسنة والشيعة يرونهم جميعًا كأفضل النساء دون استثناء لكن الشيعة يرون أن السيدة عائشة قد خالفت شرع الله وخرجت على إمام المسلمين ولم تحقن الدماء كما أنها كانت تؤذي الرسول. السنة على العكس من ذلك يرونها أحب الناس إلى قلب النبي محمد.

في 30/09/2017 على الساعة 20:49