قالت جريدة الصباح، في عدد يوم غد (الثلاثاء)، إن فرقة الشرطة القضائية لمنطقة أمن مطار محمد الخامس الدولي أحالت على الفرقة الولائية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، خلال هذا الأسبوع، فتاة تبلغ من العمر 23 سنة مرحلة من قبل السلطات الأمنية الهندية بواسطة جواز سفر مؤقت.
وأوضحت الجريدة أن الموقوفة فجرت فضيحة دولية تتعلق بالاتجار في البشر، تتزعمها مغربية مقيمة بدولة الهند، ومتزوجة من هندي، وتتوسط لأخريات فيها من أجل استقطاب فتيات من المغرب.
تفاصيل الملف، حسب ما روته الموقوفة أمام المصالح الأمنية، أنها الموقوفة التقت بفتاة في مكناس، وعرضت عليها الأخيرة فكرة السفر إلى الهند من أجل العمل لدى إحدى الشركات ثم رافقتها، فيما بعد، عبر رحلة جوية متوجهة إلى النيبال عبر مطار الدوحة، وبعدها إلى نيودلهي، وبالضبط إلى منزل هندي متزوج من مغربية تتحدر من فاس.
ونشرت بدورها جريدة المساء، في عدد يوم غد (الثلاثاء)، تفاصيل القضية، وذكرت أن الموقوفة انتبهت بمنزل الهندي إلى وجود فتاتين مغربيتين تتحدران أيضا من فاس، ولا تربطهما بزوجة الهندي أية قرابة سوى أنهما من قاطني فاس، وتمتهنان الدعارة في الهند لحساب الهندي وزوجته، وهو ما ستكتشفه المعنية بالأمر، فأدركت أن الأمر يتعلق بشبكة متخصصة في تهجير الفتيات المغربيات نحو الهند من أجل ممارسة الدعارة.
ومثل باقي الشبكات الدولية المتخصصة في الاتجار في البشر احترفت الفتاة الدعارة، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ألف وستة آلاف درهم يتسلمها رئيس الشبكة، دون أن تحصل المعنية بالأمر على أجرها، على أساس أن عناصر الشبكة المذكورة تقوم باقتطاع ثمن تذكرة سفرها، وتكاليف إقامتها بدولة الهند، علما أن المعنين قاما بحجز جواز سفرها، قبل أن تغتنم أول فرصة تتاح لها من أجل التخلص من الطوق المضروب عليها، والتجأت إلى السلطات الأمنية الهندية التي عملت على إحالتها على السفارة المغربية بنيودلهي التي رحلتها من جهتها إلى المغرب.
استغلال وعذاب
لعل تعدد شبكات تهريب الفتيات لممارسة الدعارة لم يعد حكرا على دول بعينها، فالظاهرة آخذة في الانتشار منذ سنوات، بل تحكي تقارير المصالح الأمنية عن تهجير مغربيات لامتهان الدعارة بالخارج أضحى بمثابة بركة آسنة فاحت رائحتها، فأغلب الفتيات دفعهن الفقر والانبهار بالثروة، وحلمن بالعيش الرغيد للجوء إلى الدعارة "الدولية"، لكنهن سقطن في هوة سحيقة، بعد وعود كاذبة وجدن أنفسهن في قلب سوق شبكات دعارة منظمة.
إن فرض امتهان الدعارة بالخارج على مغربيات غرر بهن أضحى الآن شكلا من أشكال "العبودية الحديثة"، فأجساد المغربيات أصبح لها وسطاء وتجار وزبناء بمختلف دول الخليج. فحكايات المغربيات المغرر بهن تشكل حقيقة مرة، وهي أكبر من أن توصف.
