وقال الأخصائي النفسي الدكتور صمد بن علة، المعروف بـ"دوك صمد"، تعليقا على واقعة الاعتداء الجماعي لمراهقين على فتاة داخل "طوبيس" بالدار البيضاء، إن "الاغتصاب لا جنسية له ولا دين ولا بليدة! هو صفة المختل عقليا وتربويا!".
وأوضح الأخصائي النفسي، من خلال تدوينة على حسابه بموقع "إنستغرام"، أن سبب ما وقع تتحمله الاسرة، المدرسة والمناهج التربوية".
تحولات خطيرة في المجتمع
ومن وجهة نظر علم الاجتماع، يرى لحسن أمزيان، أستاذ السوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن واقعة اليوم "هي مؤشر على وقوع تحولات في المجتمع المغربي، سمتها العامة هو توثيق الاعتداء والانتشاء بارتكابه".
واعتبر أن توثيق الاعتداء والانتشاء بذلك مثلما صدر عن هؤلاء القاصرين، "يعد مؤشرا أكثر خطورة"، داعيا علماء النفس الاجتماعي إلى دراسة هذه التغيرات التي طرأت على المجتمع المغربي، موضحا أن ما يقع في الخفاء وخلف الستار والأبواب المغلقة أكثر خطورة مما يخرج إلى العلن.
وقت الفراغ
يرى الأخصائيون في علم الاجتماع أن سبب ارتفاع الاعتداءات الجنسية بالمغرب هو الأمية وغياب رقابة الأسرة، ثم انعدام وسائل تصريف وقت الفراغ.
وخلصت دراسة، أنجزها "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" بشراكة مع "الشبكة العربية للمنظمات الأهلية"، إلى أن "ارتفاع نسبة الأمية يشكل سبباً رئيسياً في تفشي الظاهرة بحيث ينعكس المستوى الدراسي للآباء والأمهات على مدى توفير الرعاية الأسرية السليمة والملائمة لاحتياجات الأطفال، والتي من شأنها تحصينهم ضد مختلف أشكال الانحرافات. فالمستوى الثقافي الجيد للآباء والأمهات يضمن للطفل تنشئة اجتماعية متوازنة، ويمكّن الآباء من تواصل أفضل مع أبنائهم وخصوصاً في مرحلة المراهقة".
مسؤولية مشتركة
"منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة" وصف الواقعة بأنها "فعل إجرامي يجعل الجميع أمام مسؤوليات مشتركة من مواقع متعددة، سياسة تعليمية، منظومة التربية والقيم، السياسة العقابية وتدبير وقت الفراغ، حكومة وبرلمان، إعلام عمومي وإعلام خاص، ومجتمع مدني وجماعات ترابية، وكذا أسر تخلت عن أدوارها كما الأحزاب السياسية".
وذكر المنتدى في بلاغه أن "قضية الشباب ينبغي أن تكون ذات اهتمام كبير من طرف جميع صناع القرار، وقد نبهنا إلى التأخير الحاصل في تنزيل الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب والمؤسسات ذات الصلة، والتأخير الحاصل في بناء البرامج التنموية للجهات والجماعات الترابية أو تعطيل تنفيذها، حيث المفروض أن يكون لها دور كبير في تحريك الفعل الثقافي والرياضي والكثير من البرامج لصالح الشباب بدل ضياع طاقات الشباب فيا هو سلبي».
بدورها، أدانت جمعية "ماتقيش ولادي" المختصة في الدفاع عن الأطفال ضحايا الاغتصاب، ما وصفته بـ"السلوك الهمجي" المتجسد في تمزيق ملابس فتاة داخل حافلة للنقل العمومي في الدار البيضاء، ومحاولة اغتصابها مع تصوير المشاهد الهمجية من طرف مراهقين، داعية "الأسر المغربية والمدرسة وتنظيمات المجتمع المدني والدولة بكل أطيافها إلى تحمل المسؤولية قصد محاربة هذه الظواهر التي تهدم كل القيم المجتمعية".