وأوضح الكتاني في تصريح لـle360، جوابا عن سؤال حول ماذا حدث بين صديقي الأمس إلى درجة وصفه بالزنديق والتوقيع على بلاغ طرده من رابطة علماء المغرب العربي، قائلا "إن القضية ليست قضية شخصية مع أبو حفص، والكثير من العلماء ردوا عن الموضوع وناقشوه مناقشات علمية مطولة، وأنا مجرد فرد ضمنهم وضمن رابطة علماء المغرب العربي التي اتخذت قرار إقالته".
وعن رأيه الشخصي في السبب الذي دفع صديقه أبو حفص وزميله في الزنزانة إلى تغيير أفكاره واتخاذه منهجا مخالفا لما كان عليه في الماضي، صرح الشيخ السلفي قائلا: "صراحة هو تغيير دراماتيكي من النقيض إلى النقيض كما يقولون، ولا أدري السبب في ذلك لأن الأمر جاء بشكل متسارع ولم يمنحن حتى فرصة الفهم والإستيعاب، ففي البداية كان يصرح بأن صورته تشوهت أمام الناس بسبب الأزمة التي مر بها، وأنه يريد تصحيح تلك الصورة أمامهم، ليبدأ الأمر بعدها شيئا فشيئا".
وأردف مضيفا: «في البداية كنا مع بعضنا البعض وكنت أنصحه أنا وباقي الأصدقاء، حيث تحدثنا إليه بهدوء ولين وقليل من التشنج، لكن في الأخير اكتشفنا أنه ماض في طريقه ويرفض الاستماع إلى أي كان، فكلما تكلمنا معه في موضوع أقدم على موضوع أعظم منه، وكلما ناقشناه في قضية ما إلا وآتانا بقضية أكبر منها، وكأنه يتعمد القول أنا لست منكم وأنتم لستم مني، هكذا بدأ في فقدان أصدقائه الواحد تلو الآخر، حتى فقد أغلبهم، بل 98 في المائة من أصدقائه القدامى انفضوا من حوله".
وتابع الشيخ السلفي «لقد بدأ في الابتعاد عما كان يسمى تيار الجهاد، ثم بدأ شيئا فشيئا يبتعد عن التيار السلفي، فحين خرج من السجن كان ما يزال ضمن التيار السلفي بشكل عام، لكنه بدأ يبتعد عنه إلى التيار الإسلامي، ثم خرج من التيار الإسلامي كله، والآن وكأنه يريد الخروج من الإسلام كله وهذه هي المصيبة، وكأن الإسلام كله لم يعد لائقا له ".
واستطرد المتحدث نفسه «لو وصلنا إلى الإرث فربما بعدها سيقول إن الله سبحانه وتعالى غير موجود، أو أن الإسلام لم يعد صالحا، كما سبق له أن صرح بأن القرآن لم يعد صالحا لكل زمان ومكان، وهو الأمر الذي لم نجد أمامه ما نقول، إذ أن كلامه نزل مثل الصاعقة على الناس".
وختم الكتاني تصريحه بقوله: «شخصيا لم تكن بيني وبينه أية مشكلة، باستثناء بعض التصرفات التي ربما لم تعجبني، لكن لم تصل أبدا إلى القطيعة، ولكن الذي أوصلنا إلى هذا الأمر هو أفكاره، فالذي يجمعنا مع الآخرين هو الأفكار".