تحدثتم عن فتح نقاش في المساواة في الإرث.. كيف تتصورون هذا النقاش؟ هل على شاكلة موضوع الإجهاض الذي انتهى بمبادرة ملكية؟
ليس لي تصور معين في هذه اللحظة، لكن على الأقل أن يطرح هذا النقاش في الفضاء العام بكل حرية، دون تخوين أو تكفير، وأن تعقد الندوات واللقاءات لمناقشة هذا الموضوع، وأن يفتح الإعلام أبوابه لطرحه، وأن تكتب الأبحاث الجامعية وغير الجامعية عنه، وأن تنشر الدراسات حول المتغيرات الاجتماعية المتعلقة به، هذا ما قصدت بفتح نقاش حول الموضوع، أما المرور إلى التقنين فهذا أمر سابق لأوانه جدا.
ما الأطراف المعنية بهذا النقاش المفترض؟
أولا كل المجتمع معني بهذا الموضوع، لأنه يمس الأسرة المغربية، لكن الاشتغال عليه دراسة وبحثا وتقنينا طبعا لابد من استدعاء ذوي الاختصاص، لكن الذي لا أحب هنا هو حكر هذا الاختصاص على الشرعيين باعتبار الأمر حكما دينيا، الأطراف المعنية بهذا الموضوع كل من له صلة به، الفقهاء بحكم نظام الأسرة مرتبط بالدين، القانونيون بحكم أن نظام الأسرة تشريع اجتماعي، الحقوقيون باعتبار الموضوع يمس المرأة وحقوقها، الاجتماعيون باعتبار الموضوع يمس البنية الاجتماعية وهم أقدر على رصد كل المتغيرات، كل هؤلاء معنيون بهذا الموضوع ورأيهم مهم فيه.
إلى أي مدى تريدون أن يصل هذا النقاش؟ مثلا قانون وضعي يضع قوانين جديدة للإرث؟
أريد أن يصل النقاش لأوجه على مستوى مطارحة الأفكار، أما تغيير القانون من عدمه فهو مبني على نتائج هذا الحوار ومخرجاته، قد ينتهي إلى أن التغيير ليس له أي داع في ظل الظروف الاجتماعية التي نعيشها اليوم، فلا حاجة للتغيير، وقد ينتهي إلى أنه لا بد من التعديل والتغيير.
رفاق الأمس انتفضوا ضدك، موقع هوية بريس هاجمك... ولم يقف في صفك سوى الصف الحداثي، ... كما أن انتقادكم كان أقل حدة من الهجمة التي تلقاها ادريس لشكر حينما تحدث عن نفس الموضوع؟ هل في الأمر بداية تطبيع للمجتمع المغربي مع مواضيع حساسة مثل هذه؟
اتمنى أن يكون الأمر كذلك، وألا تظل هذه المواضيع من الطابوهات، وأن يفتح فيها النقاش بكل حرية، أستغرب لمثل هذه الردود المتشنجة والتي بلغت حد التكفير وإباحة الدم، لكن ما يطمئنني هو أنها كلها من فئة محصورة ذات توجه معين ومعروف بنزعاته المتطرفة، خالفني بعض الفضلاء والعقلاء لكنهم عبروا عن ذلك بأدب واحترام، وهو المطلوب، لكن المفرح هو حملات التضامن وما لقيته من تأييد ليس من صف معين، بل من كل التوجهات والتيارات، وهو ما يبعث على الأمل.