توقفت جريدة الناس، عند معايير للجمال الصحراوي ترتبط بتواجد عناصر مهمة لخصتها خبيرات في الميدان في المؤخرة والساق والزند، وكشفت سر رفض المرأة النحيفة داخل هذا المجتمع وكيف أنها مدعاة للمس بكرامة أهل بيتها.
للوقوف على أسرار عملية التسمين التي تخضه لها كل امرأة ترغب في زيادة وزنها أو تفعل ذلك امتثالا لعادات وتقاليد المجتمع، كان السفر إلى إحدى مدن الجنوب ضرورياـ فكانت الوجهة مدينة العيون، حيث يسود عند أهل الصحراء اعتقاد أن المرأة البدينة والمكتنزة لها وزن داخل المجتمع وكلامها مسموع ومأخوذ به في العلاقات الاجتماعية.
من بين أساليب التسمين، تقول الجريدة "هناك "البلوح" الذي لا يوجد له تعريف في قواميس اللغة العربية، حيث على الفتاة المؤهلة للزواج استهلاك كميات كبيرة من الألبان الطرية، كما هو الحال بالنسبة "لأشنين"، أي عندما تكون نسبة الماء أكثر من اللبن فيسمى المشروب بهذه التسمية، أو "أزريك" ويتمثل في الغالب، في شراب مكون من حليب أو لبن الإبل أو الماعز بعد مزج أحدها، حسب الرغبة أو ما قد يتوفر، ببعض الماء والسكر وتحريك الجميع بواسطة "خواصة"".
وتضيف اليومية، أن "المرأة "تتعرض" للضرب والتعنيف من طرف "وصيفة" تسند إليها هذه المهمة، وتستعمل في ذلك عدة أساليب عنيفة لإرغام الفتاة على الشرب والأكل، من بينها آلة تسمى "أزيار" مصنوعة من قضيبين خشبيين يحزم رأساهما بجلد رقيق ويشد بهما أصبع الفتاة كلما امتنعت عن الأكل والشرب أو تكاسلت أو اختلقت الاعذار لتجنبه".
آثار عكسية
رغم أن تحقيق الجريدة، سلط الضوء على هذه الظاهرة التي لا تزال متجذرة في المجتمع الصحراوي، إلا أن عوامل الإعمار التي تشهدها المنطقة، وتمازج الساكنة، جعل من هذه الممارسات تجد طريقها للتراجع تدريجيا، لا سيما بعد بروز المضاعفات الصحية "لتسمين النساء"، حيث لم يعد يقبل الجيل الصاعد على هذه الوسائل، سواء التقليدية القديمة أو العقاقير، بغرض الحصول على جسم مكتنز، كما أن السمنة في حد ذاتها لم تعد معيارا من معايير الجمال.
التعاطي لوسائل التسمين يعني تعريض الصحة للخطر ولأمراض، الصحراويات في غنى عنها، كالسكري وهشاشة العظام ولائحة طويلة من الأمراض تحول الهوس بالحصول على جسم مكتنز إلى حرب مفتوحة مع هذه الأمراض.
